واعلم أنّ الوصف قد يكون جملة[1] ويشترط فيه تنكير الموصوف لأنّ الجُمَل التي لها محلّ من الإعراب تجب صحّة وقوع المفرد موقعها والمفرد الذي[2] يُسبَك من الجملة نكرة لأنه إنما يكون باعتبار الحكم الذي يناسبه التنكير, وينبغي[3] أن يكون هذا مرادَ مَن قال: إنّ الجملة نكرة وإلاّ فالتعريف والتنكير من خواصّ الاسم, ويجب[4] في تلك الجملة أن تكون خبريّة كالصّلة لأنّ الصفة[5] يجب أن يعتقد المتكلّم أنّ المخاطب عالم باتّصاف
[1] قوله: [واعلم أنّ الوصف قد يكون جملة إلخ] تتمّةٌ لبحث الوصف وتمهيدٌ لبيان مراد مَن قال: إنّ الجملة نكرة لئلاّ يرد عليه أنّ التعريف والتنكير من خواصّ الاسم فكيف تتّصف الجملة بالتنكير! قوله ويشترط فيه إلخ أي: ويشترط في الوصف الذي كان جملةً أن يكون موصوفه نكرة. قوله لأنّ الجُمَل إلخ تعليل للاشتراط المذكور. قوله التي لها محلّ من الإعراب كالجُمَل الواقعة خبراً أو صفةً أو حالاً. قوله تجب صحّة إلخ أي: يجب أن يصحّ تأويل تلك الجُمَل بالمفرد نحو مررتُ برجل قام أبوه أي: برجل قائم أبوه, ومررتُ برجل أبوه زيد أي: برجل كائن أبوه زيداً.
[2] قوله: [والمفرد الذي إلخ] أي: والمفرد المأخوذ من الجملة نكرة والنكرة لا يوصف بها إلاّ النكرة. قوله لأنه إنّما يكون إلخ تعليل لكون المفرد المسبوك من الجملة نكرة وحاصله أنّ هذا السبك إنّما يكون باعتبار الحكم أي: لبيان المحكوم به وهو إنّما يكون مجهولاً وإلاّ كان الكلام لغواً والمجهول يناسبه تنكير الدالّ عليه, وإنّما قال يناسبه التنكير لأنه قد يجيء معرفة نحو زيد القائم وأوّله الشيخ ابن الحاجب بأنه في معنى زيد محكوم عليه بالقيام فعاد الحكم نكرة.
[3] قوله: [وينبغي إلخ] دفعٌ لما يرد على من قال الجملة نكرة من أنّ التعريف والتنكير من خواصّ الاسم فكيف تكون الجملة نكرة, وحاصل الدفع أنّ مرادهم بكون الجملة نكرة أنّ المفرد المأخوذ منها نكرة وتوصيفهم الجملة بالنكرة من قبيل توصيف الشيء بوصف المأخوذ منه.
[4] قوله: [ويجب إلخ] بيانٌ للشرط الثاني لكون الوصف جملةً أي: ويجب أيضاً في الجملة الواقعة صفة أن تكون خبريّة. قوله كالصلة أي: كما يجب في الصلة أن تكون جملة خبريّة.
[5] قوله: [لأنّ الصفة إلخ] تعليل لوجوب كون الجملة الواقعة صفة خبريّة.