عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

البحث مثل إيراد كلّ رجل عارف و كلّ إنسان حيوان في بحث التأكيد على ما هو دأب السكّاكيّ, ويكون مقصوده[1] أنه وصف صِناعيّ جيء به للإيضاح والتفسير لا للتأكيد مثل أمس الدابر على ما وقع في كلام النحاة, وتقرير ذلك[2] أنّ لفظ إلهَين حامل لمعنى الجنسيّة أعني الإلهيّة ومعنى العدد أعني الاثنَينيّة وكذا لفظ إله حامل لمعنى الجنسيّة والوحدة والغرض المسوق له الكلام في الأوّل النهي عن اتّخاذ الاثنين من الإله لا عن اتّخاذ جنس الإله, وفي الثاني إثبات الواحد من الإله لا إثبات جنسه, فوصف إلهين بـ اثنين و إله بـ واحد إيضاحاً لهذا الغرض وتفسيراً, وهذا الذي[3] قصده صاحب "الكشّاف" حيث قال: الاسم الحامل لمعنى الإفراد والتثنية دالّ على شيئَين الجنسيّة والعدد المخصوص فإذا أريدت الدلالة على أنّ المعنى به منهما والذي يساق له الحديث هو العدد شُفِع بما يؤكّده هذا كلامه, وقوله: يؤكّده أي: يقرّره ويحقّقه[4] ولم يقصد أنه تأكيد


 



[1] قوله: [ويكون مقصوده إلخ] بيانٌ لغرض السكّاكيّ من إيراده قوله تعالى في بحث عطف البيان مع أنه ليس منه, وحاصله أنّ مقصود السكّاكيّ من إيراده إيّاه في هذا البحث الإشارة إلى أنه وصف صِناعيّ جيء به للإيضاح والتفسير لا للتأكيد وإن أفاد التأكيد أيضاً. قوله مثل أمس الدابر فإنّ الوصف فيه لغرض التأكيد. قوله على ما وقع إلخ من أنّ قوله اثنَين وواحد وصف جيء به للتأكيد.

[2] قوله: [وتقرير ذلك إلخ] أي: وتقرير أنّ اثنَين وواحد وصفان جيء بهما للإيضاح والتفسير لا للتأكيد أنّ لفظ إلهَين إلخ, وحاصل التقرير ظاهر. قوله في الأوّل أي: في قوله تعالى: ﴿لَا تَتَّخِذُوٓاْ إِلَٰهَيۡنِ﴾. قوله وفي الثاني أي: في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ﴾.

[3] قوله: [وهذا الذي إلخ] أي: وهذا التقرير هو الذي قصده صاحب "الكشّاف" حيث قال إلخ. قوله على أنّ المعنى به منهما أي: على أنّ المراد بذلك الاسم من الجنسيّة والعدد المخصوص. قوله والذي يساق له الحديث تفسير لما قبله. قوله شُفِع إلخ أي: ذُكِر عقيبَ ذلك الاسم ما يُؤكِّد العدد.

[4] قوله: [أي: يُقرِّره ويحقِّقه إلخ] إشارة إلى أنّ مراده بقوله يُؤكِّده يقرِّر الغرض من المتبوع ويُحقِّق المعنى المسوق له الكلام ولم يُرد أنه يُؤكِّد أمر المتبوع في النسبة أو الشمول حتّى يكون تأكيداً صِناعيًّا كيف! والتأكيد الصِناعيّ إنّما يكون بتكرير لفظ المتبوع أو بألفاظ مخصوصة ولم يوجد هنا شيء منهما.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400