عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

صِناعيّ لأنه إنما يكون بتكرير لفظ المتبوع أو بألفاظٍ مخصوصةٍ, فما وقع[1] في شرح "المفتاح" من أنّ مذهب صاحب "الكشّاف" أنّ إلهين اثنين و نفخة واحدة من التأكيد الصِناعيّ ليس بشيء إذ لا دلالة لكلامه عليه بل أورد[2] في "المفصّل" قوله: نفخة واحدة مثالاً للوصف المُؤكِّد نحو: أمس الدابر , فالحقّ أنّ كلاًّ من اثنين و واحد وصف صِناعيّ جيء به للبيان والتفسير كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَٰٓئِرٖ يَطِيرُ بِجَنَاحَيۡهِ﴾ [الأنعام:٣٨] حيث جُعِل في الأرض صفةً لـ دابّة و يطير بجناحيه صفةً لـ طائر ليدلّ على أنّ القصد إلى الجنس دون العدد كما سبق في باب الوصف, فالآيتان[3] تشتركان في أنّ الوصف فيهما للبيان وتفترقان من حيث إنه في إلهين اثنين و إلهٌ واحد لبيان أنّ القصد إلى العدد دون الجنس, وفي دابّة في الأرض و طائر يطير بجناحيه لبيان أنّ القصد إلى الجنس دون العدد, وتقرير هذا البحث على ما ذكرتُ ممّا لا مزيد عليه للمنصف


 



[1] قوله: [فما وقع إلخ] أي: إذا علم أنه ليس مراد صاحب "الكشّاف" بالتأكيد التأكيد الصِناعيّ فما وقع في شرح "المفتاح" من أنّ مذهبه أنّ اثنَين من التأكيد الصِناعيّ ليس بشيء لأنّ مستنده في كونه مذهباً له إنّما هو قوله المذكور وقد علم أنه لا يدلّ على ما فهمه شارح "المفتاح".

[2] قوله: [بل أورد إلخ] ترقّ من عدم دلالة كلام صاحب "الكشّاف" على كون اثنَين وواحدة تأكيداً صِناعيًّا إلى دلالة كلامه على كونه وصفاً مُؤكِّداً. قوله مثالاً للوصف المُؤكَّد أي: جعله مثالاً للوصف المُؤكِّد باعتبار صلاحيّته له لا أنه متعيَّن لذلك لجواز أن يُجعَل وصفاً مُوضِحاً كما قرّره الشارح في إله واحد. قوله فالحقّ إلخ أي: فالحقّ في قوله تعالى: ﴿لَا تَتَّخِذُوٓاْ إِلَٰهَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖالآية أنّ كلاًّ إلخ.

[3] قوله: [فالآيتان إلخ] دفعٌ لتوهّم أنه لا يصحّ تشبيه آية ﴿ لَا تَتَّخِذُوٓاْ إِلَٰهَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖالآية بآية ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِالآية لأنّ القصد في الأولى إلى العدد نفياً وإثباتاً وفي الثانية إلى الجنسيّة, وحاصل الدفع أنّ التشبيه باعتبار ما تشتركان فيه وهو كون الوصف فيهما للبيان والتفسير.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400