عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

نفياً لمجيئه عقيب مجيء زيد, ويحتمل أنهما جاءاك معاً أو جاءك عمرو قبل زيد أو بعده بمدّة متراخيةٍ, فإن قلتَ: قد يجيء العطف[1] على المسند إليه بالفاء من غير تفصيل للمسند نحو: جاءني الآكل فالشارب فالنائم إذا كان الموصوف واحداً, قلتُ: هذا في التحقيق[2] ليس من عطف المسند إليه بالفاء لأنه في المعنى: الذي يأكل فيشرب فينام, ولو سُلِّم[3] فلا دلالة فيما ذكر على أنه يلزم أن يكون لتفصيل المسند (أو ردِّ السامع) عن الخطأ في الحكم (إلى الصواب) وسيجيء تحقيقه[4] في بحث القصر (نحو: جاءني زيد لا عمرو ) لمن اعتقد أنّ عمراً جاءك دون زيد أو أنهما جاءاك جميعاً, و ما جاءني زيد لكنْ عمرو لمن اعتقد أنّ زيداً جاءك دون عمرو كذا في "المفتاح" و"الإيضاح",...................


 



[1] قوله: [فإن قلتَ قد يجيء العطف إلخ] اعتراض على ما ذكره الشارح من أنّ هذه الثلاثة تشترك في تفصيل المسند, وحاصله أنه قد عطف على المسند إليه بالفاء في جاءني الآكل فالشارب فالنائم ولا تفصيل للمسند فيه بل لا تعدّد له فضلاً عن التفصيل.

[2] قوله: [قلتُ: هذا في التحقيق إلخ] حاصل الجواب أنّ اللام هنا بمعنى الموصول واسم الفاعل بمعنى المضارع فمعناه: جاءني الذي يأكل فيشرب فينام فهذا في التحقيق ليس من عطف المسند إليه بالفاء حتّى يكون الفاء فيه لتفصيل المسند بل من عطف الجُمَل التي هي صلات اللام بعضِها على بعض, وإنّما أعيد اللام لشدّة الامتزاج مع الصلة ولذا أجري إعرابها على الصلة.

[3] قوله: [ولو سُلِّم إلخ] أي: ولو سُلِّم أنّ هذا من عطف المسند إليه على خلاف التحقيق فنقول في الجواب إنه لا دلالة في قولنا إنّ هذه الثلاثة تشترك في تفصيل المسند على أنه يلزم أن تكون لتفصيله لأنّ حاصل ما ذكرنا أنّ هذه الأحرف تكون لغرض تفصيل المسند لا أنها لا تكون إلاّ له.

[4] قوله: [وسيجيء تحقيقه] أي: بيانُ حقيقةِ هذا الردّ وطرقِه وأقسامِه. قوله لمن اعتقد أنّ عمراً جاءك دون زيد فيكون قصر قلب. قوله أو أنهما إلخ أي: أو لمن اعتقد أنهما إلخ, فيكون قصر إفراد. قوله لمن اعتقد أنّ زيداً إلخ فيكون قصر قلب, وحاصل ما ذكره الشارح أنّ لَكِنْ إنّما تجيء لقصر القلب لا لقصر الإفراد, ولاَ تجيء للقصرَين, وأمّا قصر التعيين فلا يجيء له شيء من حروف العطف. قوله كذا في إلخ إنّما أحال عليهما لأنّ كون لكنْ لقصر القلب مخالف لقول النحاة كما سيجيء.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400