عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

وجّه إليه القلوب ووطّأ له البلاد إذ سمع بتوجّه البخاري إلى "نيسابور" قال للملأ حوله وكان نافذ الكلمة فيهم: من أراد أن يستقبل محمد بن إسماعيل غداً فليستقبله؛ فإنّي أستقبله فاستقبله هو وعامة علمائها، قال مسلم بن الحاج[1]: ما رأيت والياً ولا عالماً فعل به أهل "نيسابور" ما فعلوا بمحمد بن إسماعيل استقبلوه من مرحلتين من البلد أو ثلاث فكيف يظنّ بالإمام الذهلي وسائر العلماء أنّهم للحسد نقضوا ما غزلوا أنكاثاً؟ وقد كان تقدّم في هذا الأمر الذهلي إذ قال للناس عند قدوم محمد: لا تسألوه عن شيء من الكلام فإنّه إن أجاب بخلاف ما نحن عليه وقع بيننا وبينه وشمت بنا كلّ رافضيّ وناصبيّ [2].


 



[1]       هو الإمام الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشيري، النيسابوري (ت261ﻫ. ثقة، حافظ، إمام، مصنّف، عالم بالفقه. من تصانيفه الكثيرة: "الجامع الصحيح"، "طبقاة الرواة"، كتاب الأسماء والكنى"، "كتاب التأريخ"، "كتاب المخضرمين"، "المسند الكبير" على الرجال، "رباعيات" في الحديث.     ("هدية العارفين"، ٢/431-٤٣٢. 

[2] قال العلامة فضل الرسول البدايوني (المتوفى ١٢٨٩ﻫ في "المعتقد" من الباب الرابع، صــ١٩٢: (النواصب إلى فرقتين: نواصب العراق يبغضون الختنين رضي الله تعالى عنهما, ونواصب الشام لا يبغضون سيّدنا عثمان رضي الله تعالي عنه, يقولون بانقضاء الخلافة الراشدة بشهادته رضي الله تعالى عنه, وكون ايّام عليّ -كرّم الله وجهه- أيّام الفتنة وغير ذلك من العقائد الباطلة فمن شاء التفصيل فليراجع إلى "المعتقد".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84