عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

وجهمي[1] ومرجئ[2] بـ"خراسان"، قال مسلم: فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل حتّى امتلأت الدار والسُّطوح ومعلوم أنّ الإنسان حريص على ما منع فسأله بعض الناس عن اللفظ بالقرآن فقال: أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا فوقع بين الناس اختلاف فقال بعضهم: قال: لفظي بالقرآن مخلوق وقال بعضهم: لم يقل حتّى وقع ما وقع[3] وكان أمر الله قدراً مقدوراً ولعمري ما كان في قول البخاري ما يعاب فإنّما أراد التلفّظ ولا شكّ أنّه حادث ولكن ابتلي بناس لم يفهموا مرامه وحملوا على غير المحمل كلامه.

كما وقع منه رحمه الله تعالى ورحمنا به مع إمام الأئمّة كاشف الغمّة مالك الأزمّة سراج الأمّة النائل العلم ولو كان بالثريا أبي حنيفة النعمان بن ثابت أنعم الله عيوننا بنعمته وثبت قلوبنا على مذهبه ومحبّته وروّى قبره الكريم بسحائب الرضوان ريّاً حيث قصر فهم البخاري عن درك مدارك هذا الإمام


 



[1]       الجهمية: أصحاب جهم بن صفوان وهو من الجبرية الخالصة ظهرت بدعته بــ"ترمذ" وقتله سلم بن أحوز المازني بــ"مرو" في آخر ملك بني أمية, ووافق المعتزلة في نفي صفات الأزلية وزاد عليهم بأشياء.               ("الملل والنحل", الجزء الاول, ص١١٣.

[2]       لقّبوا بها؛ لأنّهم يرجئون العمل عن النيّة، أي: يؤخّرونه في الرتبة أو لأنّهم يقولون لا يضرّ مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وفرقهم خمس: (١ اليونسيّة (٢ العبيدية (٣ الغسّانية (٤ الثوبانيّة (٥ الثومنيّة.  

("حدوث الفتن"، الفرقة الرابعة، صــ٥٦-٥٧، ملتقطاً

[3]       انظر "هدي الساري مقدمة فتح الباري"، الفصل العاشر، ذكر ما وقع بينه وبين الذهلي. إلخ، ١/٤٦٢-٤٦٣, ملخصاً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84