عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

الله محمد بن إسماعيل البخاري[1] عليه رحمة الباري انظروا كيف ابتلي بــ"نيسابور"[2] لقوله فيما يعزى إليه: إنّ لفظي بالقرآن مخلوق، قام عليه شيخه الإمام الثقة الجليل محمد الذهلي[3]، والناس من كلّ جهة وهاجوا وماجوا[4] حتّى ألجأوه إلى الخروج منها وترك الإقامة بها، وقال الذهلي: من زعم لفظيّ بالقرآن مخلوق فهو مبتدع لا يجالس ولا يكلّم، ومن ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل فاتهموه؛ فإنّه لا يحضر مجلسه إلاّ من كان على مذهبه، وقال في مجلس آخر: لا يساكنني هذا الرجل في البلد يعني: "البخارى" فخشي البخاري على نفسه وسافر مع أنّ الذهلي هذا هو الذي


 



[1]       هو محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، الجعفي، (أبو عبد الله محدّثٌ، حافظٌ، فقيهٌ، مؤرّخٌ. ورحل في طلب العلم إلى سائر محدّثي الأمصار، وتوفّي ليلة عيد الفطر ٢٥٦ﻫ، ودفن بـ"خرتنك" (قرية على فرسخين من "سمرقند". من تصانيفه الكثيرة: "الجامع الصحيح"، "التأريخ الكبير"، "الأسماء والكنى"، "الأدب المفرد"، "رفع اليدين في الصلاة"، "عوالي الصحاح".     ("معجم المؤلفين"، ٣/١٣٠.

[2] "نيسابور" = "نيشاپور": مدينة إيرانيّة غربيّ مشهد، عاصمة خراسان قديماً، ٠٠٠,٧٥ن. من مراكز الحضارة الإسلامية في القرون الوسطى مع "بلخ" و"هراة" و"مرو"، أسّس فيها نظام الملك مدرسة مشهورة باسم نظامية.                 ("المنجد" في الأعلام، صــ٥٨٣.

[3]       هو محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي، النيسابوري، أبو عبد الله، من حفّاظ الحديث، من أهل "نيسابور"، رحل رحلة واسعة في طلب الحديث واشتهر، روى عنه البخاري أربعة وثلاثين حديثاً، انتهت إليه مشيخة العلم بـ"خراسان". واعتنى بحديث الزهري فصنّفه وسماه "الزهريات".          ("الأعلام"، ٧/١٣٥.

[4]  أي: اضطرب وتحيّر.          ("لسان العرب", باب الميم, تحت اللفظ: موج, ٢/٣٨٠٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84