عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

للذهبي[1] أعني: الإمام أبا حفص الصغير البخاري رحمهم الله تعالى لانجلى له الأمر وبان ولكن ما شاء الله كان ولسنا هاهنا بصدد هذا البيان.

وإنّما المقصود أن لو كان مذهبهم حدوث اللفظي كما تقولون فما نفور أولئك الأعلام عن هذا الكلام؟ -ثمّ البخاري نفسه لمّا قيل له في ذلك لم يقل إنّي إنّما حكمت بالخلق على اللفظ وهو حادث عندنا وعندكم فكان ماذا؟ بل قال لأبي عمرو أحمد بن نصر النيسابوري: يا أبا عمرو احفظ عنّي من زعم من أهل "نيسابور" -وعدّد بلاداً كثيرة- أنّني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب فإنّي لم أقله إلاّ أنّي قلت: أفعال العباد مخلوقة[2]، وقال[3] أيضاً -رحمه الله تعالى ورحمنا به-: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأمّا القرآن المبين المثبت في المصاحف، الموعى في القلوب فهو كلام الله غير مخلوق، قال الله تعالى: ﴿ بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ [العنكبوت: ٤٩] وقال: قال إسحاق بن راهويه: أمّا الأوعية فمن يشكّ أنّها مخلوقة؟، اﻫ. وهذا هو مذهب السلف الصالحين كما ترى ولله الحمد.


 



[1]       هو محمد بن أحمد بن عثمان الحافظ شمس الدين، أبو عبد الله الشافعي الذهبي محدّث، مؤرّخ (ت٧٤٨ﻫ، من مصنّفاته: "كتاب الكبائر"، "سير أعلام النبلاء". ("هدية العارفين"، ٢/١٥٤، "معجم المؤلفين"، ٣/٨٠.

[2]    انظر "هدي الساري مقدمة فتح الباري"، الفصل العاشر، ذكر ما وقع بينه وبين الذهلي. إلخ، ١/٤٦٣.

[3]    المرجع السابق.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84