وقال قبله[1]: الحقّ أنّ المفهوم من عامّة كلماتهم هو أنّ النفسي مدلول اللفظي وإن كان لا يخلو عن إشكال، اﻫ.
وقال التفتازاني في "شرح المقاصد"[2]: كلامه تعالى في الأزل لا يتّصف بالماضي والحال والمستقبل لعدم الزمان وإنّما يتّصف بذلك فيما لا يزال بحسب التعلّقات وحدوث الأزمنة والأوقات وتحقيق هذا مع القول بأنّ الأزلي مدلول اللفظيّ عسير جداً وكذا القول بأنّ المتّصف بالمُضيّ وغيره إنّما هو اللفظ الحادث دون المعنى القديم، اﻫ.
ويا ليتهم إذ رضوا بالتحيّر وإليه صار مآلهم بالآخر رضوا باتّباع السلف وإن بقوا متحيّرين في فرق التجلّي والمتجلّي فإنّ به تنكشف تلك العقد جميعاً فالمتجلّي متعال عن الماضي والحال والاستقبال وإنّما كلّ ذلك في التجلّيات والكسوات.
أقول: وليس عدولهم هاهنا عن قول السلف كعدول متأخّري المفسرين عن مذهب السلف في الآيات المتشابهات وهو التفويض، ﴿ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [آل عمران: ٧] فإنّ هؤلاء لا يأتون بالتأويل