عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

على أنّه هو مراد المولى الجليل وإنّما يلجأون إليه تقريباً إلى أفهام العامة فإنّ بعض الشرّ أهون من بعض، ومن ابتلي ببليتين اختار أهونهما فلا يؤثر هذا في عقد قلوبهم.

أمّا هنا فالمسألة من أصول الدين وقد أذعنوا فيها بما يخالف أئمّة السلف الصالحين وصرّحوا به تصريحاً جلياً وشحنوا به كتبهم حكماً مقضياً حتّى صار عقيدة السلف نسياً منسياً بل في ذهن العوام شيئاً فرياً فزلّوا وأزلّوا كثيراً ثمّ خلف من بعدهم خلف من الناقصين والقاصرين فخرّوا على مقالهم عمياً وصمّاً فضلّوا وأضلّوا كثيراً وهذا لعمري! هو الداء العضال, ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله المهيمن المتعال نسأل الله السلامة في كلّ حال، وإنّما أطنبنا الكلام في هذا المرام؛ لأنّ المقام مزلّة الأفهام ومتعارك الأوهام حتّى زلّت أقدام ثمّ ضلّت أقوام وما العصمة إلاّ بالله ذي الجلال والإكرام عليه التوكّل وبه الاعتصام وعلى حبيبنا وآله وصحبه الكرام أفضل الصلاة وأكمل السلام إلى أبد الآباد على الدوام.

والكلام وإن أفضى إلى بعض تطويل لكن قد أتى بتحصيل جليل فلا يسأمه طالب الحق المبين كيف وإنّ المسألة من أصول الدين وهو أنفع له من معرفة الحكم في فونوغرافيا وقد تبيّن بحمد الله بياناً شافياً لا تجده في غير هذه الرسالة فاشكر ربّك وصلّ وسلّم على صاحب الرسالة صلّى الله


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84