قوم ثمود: كانوا على درجة عالية مِن الرقي في البناء والعمران، ولقد مَنّ الله تعالى عليهم بنعمٍ عديدةٍ وأموالٍ كثيرةٍ ولكنّهم خالفوا أمر الله وكذّبوا نبيّه سيدنا صالح عليه السلام وأصرّوا على الكفر والمعاصي، فأرسل الله إليهم عذابه فجعلهم كالهشيم اليابس.
قوم النمرود: وكان النمرود ملكًا متكبّرًا متجبّرًا، رزقه الله نعمًا كثيرةً ولكنّه عصى الله وكذّب نبيَّه سيدنا إبراهيم عليه السلام وأساء إليه، فأخذه الله وبعث إليه وجيشه بابًا مِن البعوض، فدخلت واحدةٌ منها في منخريّه فمكثتْ في منخريّه مدّةً مديدةً، وهكذا عذّبه الله بها عدوّ نبيّه فكان يضرب رأسه بالمرازب في هذه المدّة كلّها حتّى أهلكه الله بها.
قوم فرعون: كان فرعون حاكمًا وملكًا جبّارًا ولكنّه عندما عصى ربّه وطغى ما أغنى عنه ماله ولا ملكه ولا قوّته ولا جنوده بل أغرقه الله سبحانه وتعالى وجنودَه في البحر، وجعله عبرةً وعظةً للآخرين.
أحبّتي! هذه هي عاقبةُ المعصية، إنّ الله رحمن ورحيم، يَمهِل العبدَ في أعماله ويَفتح له فرصَ الإصلاح، ولكن الناسَ عندما لا يُعيدون النظرَ في أفعالهم ويُصرُّون على المعاصي ويتجرَّؤون عليها؛ يستحقّون عذاب الله ويغضب الله عليهم وهو القهّارُ الجبّارُ دون التفريق بين أحدٍ كان فقيرًا أم ملكًا، قويًّا كان أو ضعيفًا، لا يُغنيهم المالُ ولا الثروة، تذهب الحكومةُ والسلطنةُ سُدى في مهبِّ الرياح وتتحطَّم أحلامُهم ويسقط كبرياؤُهم.