وبالجملة كانت الفروع تأتي على هذا السنن المطبوع، والأقوال تنسج على هذا المنوال إلى أن جاء الدور بتلامذة الإمام المحقّق على الإطلاق، ودارت مسألة التوضّي في الفساقيّ الصغار بين الحذاق، فأفتى العلاّمة زين الدين قاسم بن قطلوبغا بالجواز، وألّف رسالة سمّاها: رفع الاشتباه عن مسألة المياه. وخالفه تلميذه العلاّمة عبد البرّ بن الشحنة وصنّف رسالة سمّاها: زهر الروض في مسألة الحوض. والإمام ابن أمير الحاج في الحلبة أيضاً مَيَل إلى شيء ممّا اعتمده العلاّمة قاسم[1]. وهم جميعاً من جلّة أصحاب الإمام ابن الهمام عليهم رحمة الملك المنعام.

ثمّ جاء المحقّق زين بن نجيم صاحب البحر رحمه الله تعالى فانتصر الزين للزين، ونمق رسالته سمّاها: الخير الباقي في جواز الوضوء من الفساقي، ثمّ تتابع المتأخّرون على اتباعه كـالنهر والمنح والدرّ، وذكر في الخزائن أنّ له رسالة فيه.

والعلاّمة الباقاني والشيخ إسماعيل النابُلُسِي وولده العارف بالله سيدي عبد الغني ومحشي الأشباه شرف الدين الغزّي فيما ذكره المدقّق العلائي[2] بَلاغاً، وكذا بعض مشايخ الشامي والسّادات الثلاثة أبو السّعود الأزهري وط وش مَيلاً مع تردّد، وإليه يميل كلام العلاّمة نوح أفندي ووافق العلاّمة ابن الشحنة منهم العلاّمة ابن الشلبي وبه أفتى والمحقّق علي المقدسي والعلاّمة