يصير نجساً، أمّا إن كان وجهه الاستحسان- هو انقلاب العين ولم يكن اسپرت مسكراً- فالحكم الطهارة، فليحرّر ولينقح حاله. ١٢
ثم تحقّق لي أنّه مسكرٌ ورأيت في كتاب الدر المكنون في الصنائع والفنون لبعض أطبّاء بيروت وهو جرجس اللبناني النصراني[1] أنّ رائحته مسكرةٌ، وأنّ قوّة الخمر المجتلبة من أوربا إنّما هي بمزج قطرات من اسبرتو، فلا شكّ أنّه نجس عند محمّد، والله تعالى أعلم، وسيجيء أوّل الأشربة من المحشّي صـ٤٤٥[2]: أنّ العرق المستقطر من فضلات الخمر نجاسته غليظةٌ كأصله. ١٢
[٦٩١] قوله: [3] كما يُعلم ممّا مرّ، وأوضحه سيّدي عبد الغني[4]:
أقول: لا أدري ماذا أراد بـما مرّ فإنّ الذي مرّ هاهنا الاستحسان، فإن
[1] هو جرجس طنوس عون اللبناني، نزيل بيروت، الصيدلي. من آثاره: الدرّ المكنون في الصنائع والفنون طبع بـالقسطنطينية سنة ١٣٠١ﻫ في حياة المؤلف، صدق البيان في طبّ الحيوان. (معجم المؤلّفين، ١/٤٧٨).
[2] انظر ردّ المحتار،كتاب الأشربة، ١٠/٣٤، تحت قول الدرّ: إلاّ أنّه لا يحدّ، (دارالمعرفة).
[3] في ردّ المحتار: النوشادر المستجمع من دخان النجاسة فهو طاهر كما يعلم ممّا مرّ، وأوضحه سيدي عبد الغني في رسالة سمّاها: إتحاف من بادر إلى حكم النوشادر.
[4] ردّ المحتار، كتاب الطهارة، باب الأنجاس، ٢/٣٧٧-٣٧٨، تحت قول الدرّ: وبخار نجس.