عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

توابع البلاغة إلى علم آخَر فوضعوا علم البديع وإليه أشار بقوله (وما يعرف به وجوه التحسين علم البديع) ولمّا كان هذا المختصر في علم البلاغةِ وتوابعِها انحصر مقصوده في الفنون الثلاثة (وكثير) من الناس (يُسمِّي الجميعَ علم البيان, وبعضُهم يُسمِّي الأوّلَ علم المعاني والأخيرَين) يعني البيان والبديع (علم البيان والثلاثةَ علم البديع[1]) ولا يخفى وجوه المناسَبة[2].


 



[1] قال: [والثلاثةَ علم البديع] تتمّةٌ للطريق الثالث في تسمية الفنون الثلاثة يعني أنّ الطريق الأوّل هو تسمية الفنّ الأوّل بعلم المعاني والثاني بعلم البيان والثالث بعلم البديع, والطريق الثاني تسمية الجميع بعلم البيان, والطريق الثالث تسمية الأوّلِ بعلم المعاني والأخيرَين بعلم البيان والثلاثةِ بعلم البديع, ويمكن أن يكون تقديره: وبعضهم يسمِّي الثلاثةَ علم البديع عطفاً على قوله بعضهم يسمِّي الأوّل علم المعاني والأخيرَين علم البيان من عطف الجملة على الجملة, وعلى هذا يكون بياناً للطريق الرابع.

[2] قوله: [ولا يخفى وجوه المناسَبة] أمّا وجه تسمية الفنّ الأوّل بالمعاني فلأنه باحث عن إفادة التراكيب خواصّها التي هي معان مخصوصة ففي تسميته بالمعاني إشعار بتعلّقه بالمعاني, وأمّا وجه تسمية الفنّ الثاني بالبيان فلأنه يتعلّق ببيان المعنى الواحد بطرق مختلفة في الوضوح, وأمّا تسمية الفنّ الثالث بالبديع فلأنه متعلِّق بأمور بديعة وأشياء غريبة وهي المحسِّنات اللفظيّة والمعنويّة كالطباق والترصيع والتجنيس ونحوها, وأمّا وجه تسمية الفنون الثلاثة بعلم البيان فلتعلّق جميعها بالبيان أعني المنطق الفصيح المُعرِب عمّا في الضمير, وبه يتبيّن وجه تسمية الفنّين الأخيرَين بعلم البيان لأنه إذا ناسب الكلّ ناسب البعض بالضرورة, وأمّا وجه تسمية الجميع بعلم البديع فلبداعة مباحثها أي: حسنها.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400