عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

أنّ مُسْتَشْزِراً متنافر دون مُرْتَفِع , وكذا تنافر الكلمات (وهو) أي: ما يبيّن[1] في هذه العلوم أو يُدرَك بالحِسّ (ماعدا التعقيدَ المعنويَّ) إذ لا يُعرَف[2] بتلك العلوم ولا بالحِسّ تمييز السالم من التعقيد المعنويّ عن غيره, والغرض من هذا الكلام[3] تعيـين ما يُبيَّن في العلوم المذكورة أو يُدرَك بالحِسّ ويُحترَز بها عمّا يجب أن يُحترَز عنه ليُعلَم أنه[4] لم يبقَ لنا ممّا يرجِع إليه البلاغة إلاّ الاحترازَ عن الخطأ في التأدية[5] وتمييزَ السالم من التعقيد عن غيره ليُحترَز عن التعقيد, فمسّت الحاجة[6] إلى علمٍ به يحترز عن الخطأ وعلمٍ به يحترز


 



[1] قوله: [أي: ما يُبيَّن في هذه العلوم إلخ] إشارة إلى أنّ الضمير إلى ما المفسَّرة بالتمييزات المذكورة لا إلى ما يُدرَك بالحسّ فقط كما زعم بعض الشارحين لفساد المعنى لأنه يصير المعنى حينئذ: أنّ ما يُدرَك بالحسّ هو ما سوى التعقيد المعنويّ, وليس كذلك لأنّ ما يُدرَك بالحسّ هو التنافر لا ما سواه.

[2] قوله: [إذ لا يُعرَف إلخ] تعليل لاستثناء التعقيد المعنويّ ممّا يعلم بالعلوم المذكورة أو يُدرَك بالحسّ.

[3] قوله: [والغرض من هذا الكلام] أي: من قولِه والثاني منه ما يُبيَّن إلخ أو قولِه وهو ما عدا التعقيد المعنويّ. قوله تعيين ما يُبيَّن إلخ أي: تعيين التمييزات باعتبار أنها تبيَّن في العلوم المذكورة أو تُدرَك بالحِسّ وباعتبار أنها يُحترَز بها عمّا يجب الاحتراز عنها من أسباب الإخلال بالفصاحة, فقوله يُحترَز عطف على قوله يُبيَّن وضمير بها راجع إلى ما لكونها عبارة عن التمييزات, وأمّا تذكير ضمير يُبيَّن ويُدرَك فباعتبار لفظ الموصول, وما في عمّا عبارة عن أسباب الإخلال بالفصاحة.

[4] قوله: [ليُعلَم أنه إلخ] بيان الغرض لتعيين التمييزات المذكورة باعتبار بيانِها في العلوم المذكورة وإدراكِها بالحسّ. قوله ممّا يرجِع إليه البلاغة وهو الاحترازُ عن الخطأ في تأدية المعنى المراد وتمييزُ الفصيح عن غيره الذي هو مركَّب أجزاؤه خمس تمييزات أو سبع.

[5] قوله: [إلاّ الاحترازَ عن الخطأ في التأدية] أي: في تأدية المعنى المراد, وهذا هو المرجع الأوّل بتمامه. قوله وتمييزَ السالم من التعقيد عن غيره وهذا بعض المرجع الثاني. قوله ليُحترَز عن التعقيد تعليل لقوله تمييزَ السالم من التعقيد عن غيره.

[6] قوله: [فمسّت الحاجة إلخ] أي: إذا بقي ممّا يرجع إليه البلاغة الاحترازُ عن الخطأ في تأدية المعنى المراد والاحترازُ عن التعقيد المعنويّ فمسّت الحاجة لإتمام أمر البلاغة إلى علمٍ يفيد الأوّل وعلمٍ يفيد الثاني.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400