عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

إذ بضدّها تتبيّن الأشياء[1] وتمييز السالم من مخالفة القياس عن غيره يبيّن في علم الصرف إذ به يُعرف أنّ الأَجْلَل مخالف للقياس دون الأَجَلّ , وقس على هذا البواقيَ[2] فاتّضح أنّ تمييز الفصيح عن غيره (منه ما يبيّن) أي: يوضح (في علم متن اللغة) كالغرابة أعني تمييز السالم من الغرابة عن غيره, وإنما قال متن اللغة [3] يعني: معرفة أوضاع المفردات لأنّ اللغة قد تطلق على[4] سائر أقسام العربيّة (أو) في علم (التصريف) كمخالَفة القياس (أو) في علم (النحو) كضعف التأليف والتعقيد اللفظيّ[5] (أو يُدرَك بالحِسّ) كالتنافر إذ به يُدرَك


 



[1] قوله: [إذ بضدّها تتبيّن الأشياء] لمّا كان في استلزام معرفة المفردات المأنوسة الاستعمال لمعرفة الغير المأنوسة نوع خَفاء أقام عليه الدليل بقوله إذ بضدّها تتبيّن الأشياء, ثمّ قوله بضدّها جارّ ومجرور وحقّه التأخير عن الفاعل وهو الأشياء, ففيه إضمار قبل ذكر المرجع لفظاً لا رتبة وهو جائز.

[2] قوله: [وقس على هذا البواقيَ] أي: وتمييزُ السالمِ من ضعف التأليف عن غيره والسالمِ من التعقيد اللفظيّ عن غيره يبيَّن في علم النحو إذ به يعرف أنّ نصر زيداً غلامُه سالم من الضعف دون نصر غلامُه زيداً, وتمييزُ السالمِ من تنافر الحروف عن غيره والسالمِ من تنافر الكلمات عن غيره يُدرَك بالحسّ إذ به يعرف أنّ مرتفعات سالم من التنافر دون مستشزرات. قوله فاتّضح إلخ تفريع على أنّ تمييز الفصيح من غيره مركَّب أجزاؤه تمييزات خمسة أو سبعة.

[3] قوله: [وإنّما قال متن اللغة إلخ] بيان لفائدة العبارة جواباً لسؤال ظاهر وهو أنه لم يقل علم اللغة مكان قوله علم متن اللغة مع أنّ بناء المتون على الاختصار, وحاصل الدفع أنّ علم اللغة قد يطلق على سائر العلوم العربيّة من علم متنِ اللغة والنحوِ والصرفِ والمعاني والبيانِ والبديعِ, بخلاف علم متن اللغة فإنه خاصّ بعلم يعرف به أوضاع مفردات اللغة, فلو قال علم اللغة لتناول سائر أقسام العربيّة ولم يصحّ المقابلة بقوله أو التصريف أو النحو, ولم يصحّ قوله وهو ما عدا التعقيد المعنوي.

[4] قوله: [لأنّ اللغة قد تطلق على إلخ] اللغة في اللغة التلفّظ بما لا يعني يقال لَغَا يَلْغُوْ لَغْواً ولُغَةً إذا تكلّم بما لم يفد, وفي الحديث: ((من قال يوم الجمعة لصاحبه انصت فقد لغا)) وفي الاصطلاح لفظ موضوع لمعنى, وإنّما سمّي العلم بذلك علمَ متن اللغة لأنّ المتن ظهر الشيء وهذا العلم يتعلّق بذات اللفظ ومعناه.

[5] قوله: [والتعقيد اللفظيّ] وهو كون الكلام مغلقاً لا يظهر مراده بسهولة لخلل في النظم, وهذا قد يحصل لأمور مخالفة للقوانين النحويّة وقد يحصل لأمور مجتمعة كلّ منها خلاف الأصل وإن كان جائزاً وكلّ واحد منهما يعلم بعلم النحو. قوله إذ به يُدرَك إلخ فيه دلالة على أنّ معنى قوله أو يُدرَك بالحسّ أو تمييز يُدرَك متعلَّقه بالحسّ وهو التنافر وعدمه, فلا يرد أنّ التمييز عبارة عن المعرفة ولا يحصل بالحسّ العلم بالعلم, ثمّ المراد بالحسّ هنا الذوق الصحيح الذي هو كالحسّ في الإدراك.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400