لا محالة[1] يشتمل على نسبةٍ[2] تامّةٍ بين الطرَفين قائمةٍ بنفس المتكلّم, وتفسيرُها بوقوع النسبة أو لاوقوعها أو بإيقاع النسبة أو انتزاعها خطأ في هذا المقام[3] لأنه لا يشمل النسبة الإنشائيّة فلا يصحّ التقسيم بل النسبة ههنا[4] هو تعلّق أحد جزئي الكلام بالآخر بحيث يصحّ
[1] قوله: [لا محالة إلخ] مصدر ميميّ بمعنى التحوّل يقال حال إلى كذا أي: تحوّل إليه, وهو اسم لا وخبرها محذوف أي: لا محالة موجود, والجملة معترضة بين اسمِ أنّ وهو الضمير العائد إلى الكلام وبين خبرها وهو قوله يشتمل إلخ لإفادة تأكيد حكم الاشتمال.
[2] قوله: [يشتمل على نسبةٍ] اشتمالَ الدالّ على المدلول لا اشتمال الكلّ على الجزء. قوله تامّةٍ خرج به النسبة الناقصة التوصيفيّة والتقييديّة. قوله قائمةٍ بنفس المتكلِّم اعلم أنّ العقل والنفس والذهن واحد بالذات, يُسمَّى عقلاً باعتبار إدراكه ونفساً باعتبار تصرّفه في البدن وذهناً باعتبار استعداده للإدراك, يعني أنّ الكلام يدلّ على نسبةٍ تامّةٍ بين الطرَفين الحاصلَين في نفس المتكلِّم بصورتهما قائمةٍ تلك النسبة بنفس المتكلِّم قيامَ العرض بالمحلّ لأنّ المتكلِّم بعد تصوّر الطرَفين ينسب أحدهما إلى الآخر لا أنه يتصوّر نسبتهما, وهذه النسبة في الخبر هي إيقاع النسبة وانتزاعها وفي اضرب مثلاً طلب الضرب, فمعنى قيامها بنفس المتكلِّم كونها صفة لها موجودة فيها كسائر صفات النفس, ثمّ لا يخفى أنّ دلالة الكلام على النسبة القائمة بالنفس لا يقتضي قيامَها بالنفس في الواقع, فتأمّل.
[3] قوله: [خطأ في هذا المقام] أي: في مقام تقسيم الكلام إلى الخبر والإنشاء باعتبار النسبة التي يشتمل عليها الكلام. قوله لأنه لا يشمل إلخ تعليل لكون التفسير المذكور خطأ في هذا المقام أي: لأنّ هذا التفسير لا يشمل النسبة الإنشائيّة لأنّ النسبة بمعنى وقوعِ النسبة أو لاوقوعِها أو بمعنى إيقاعِ النسبة أو انتزاعِها إنّما هي النسبة الخبريّة التي توجد في الخبر فيكون تقسيم الكلام إلى الخبر والإنشاء من قبيل تقسيم الشيء إلى نفسه وهو الخبر وإلى غيره وهو الإنشاء وهذا باطل.
[4] قوله: [بل النسبة ههنا إلخ] ترقٍّ من بيان خطأ التفسير المذكور للنسبة في هذا المقام إلى بيان التفسير الصحيح لها. بحيث يصحّ إلخ احتراز عن النسبة الناقصة التوصيفيّة والإضافيّة. قوله سواء كان إلخ أي: سواء كان ذلك التعلّق إيجاباً كما في الأخبار الموجبة أو سلباً كما في الأخبار السالبة أو غيرَهما كما في الإنشائيّات كطلبِ الضرب في اضرب ووقوعِ نقل المِلك للمشتري في بعتُ.