عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

من أمثال هذا[1] ما يناسب المقام (ثمّ الإسناد) مطلقاً سواء كان إخباريًّا أو إنشائيًّا[2] ولذا ذكره بالاسم الظاهر دون الضمير لئلاّ يعود إلى الإسناد الخبريّ (منه حقيقة عقليّة) لم يَقُل[3] إمّا حقيقة وإمّا مجاز لأنّ من الإسناد ما ليس بحقيقة ولا مجاز عنده كما إذا لم يكن المسند فعلاً أو معناه كقولنا: الحيوان جسم فكأنه قال بعضه حقيقة عقليّة وبعضه مجاز وبعضه ليس كذلك, وجَعَل الحقيقة والمجاز[4] صفة للإسناد دون الكلام كما جعله عبد القاهر وصاحب "المفتاح", قال: وإنّما اخترناه لأنّ نسبة الشيء الذي يُسمَّى[5] حقيقةً أو


 



[1] قوله: [من أمثال هذا إلخ] بيانٌ لـما لا صلةُ استَخرِجْ أي: استخرج ما يناسب المقام من أمثال هذا من نكات تأكيد الحكم.

[2] قوله: [سواء كان إخباريًّا أو إنشائيًّا] بيانٌ للإطلاق ودفعٌ لتوهّم أن يكون المراد بالإسناد الإسناد الخبريّ خاصّة فإنّ الاتّصاف بالحقيقة العقليّة والمجاز العقليّ ليس بمختصّ به بل يعمّه والإنشائيَّ. قوله لئلاّ يعود إلخ يعني أنه لو ذَكَر الضمير لرجع إلى الإسناد الخبريّ لأنه المذكور صريحاً فعدل عنه إلى الظاهر ليكون هذا العدول قرينة على أنّ المراد به غير الأوّل, وقولُهم المعرفة إذا أعيدت معرفة كانت الثانية عين الأولى ليس على إطلاقه بل مقيّد بما إذا خلا عن قرينة المغايرة.

[3] قوله: [لم يَقُل إلخ] جواب سؤال وهو أنه لِمَ لَمْ يُورِد المصـ أداة الحصر في مقام تقسيم الإسناد إلى الحقيقة العقليّة والمجاز العقليّ, وحاصل الجواب أنّ الإسناد ليس بمنحصر عنده في القسمين بل عنده ما ليس بحقيقة ولا مجاز وهو ما لم يكن فيه المسند فعلاً ولا معناه فلا وجه لإيراد أداة الحصر.

[4]  قوله: [وجَعَل الحقيقة والمجاز إلخ] إشارة إلى ما يرد على مصـ من أنه قد خالف الإمامَين في الفنّ الشيخ عبد القاهر والسكّاكي بجعله الحقيقة والمجاز صفةً للإسناد دون الكلام لأنهما جعلهما صفة للكلام دون الإسناد. قوله قال إلخ نقلُ جواب أجاب به المصـ في "الإيضاح" عن الإيراد المذكور. قوله وإنّما اخترناه إلخ أي: وإنّما اخترنا جعل الحقيقة والمجاز صفة للإسناد لأنّ إلخ.

[5] قوله: [لأنّ نسبة الشيء الذي إلخ] وهو الإسناد عند المصـ والكلام عندهما. قوله إلى العقل متعلِّقٌ بـنسبة أي: نسبته إلى العقل في قولنا الحقيقة العقليّة والمجاز العقليّ. قوله على هذا أي: بناءً على ما اخترنا. قوله بنفسه خبر أنّ. قوله بلا واسطة تفسير وبيان لما قبله. قوله وعلى قولهما عطف على قوله على هذا. قوله لاشتماله عطف على قوله بنفسه, وحاصل ما ذكره المصـ أنّ المنسوب إلى العقل هو الإسناد فإن جُعِل الحقيقة والمجاز العقليَّان صفةً للإسناد كان نسبة الإسناد إلى العقل بنفسه بلا واسطة وإن جُعِلا صفةً للكلام كان نسبة الكلام إليه بواسطة الإسناد.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400