عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

أي: الذكر (الأصل) ولا مقتضِي للعدول عنه[1] (أو الاحتياطِ لضعف التعويل على القرينة أو التنبيهِ على غباوة السامع أو زيادةِ الإيضاح والتقرير) ومنه[2]: ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة:٥] بتكرير اسم الإشارة تنبيهاً على أنهم كما ثبتت[3] لهم الأَثَرة بالهدى فهي ثابتة لهم بالفلاح فجُعلِت كلّ من الأَثَرتَين في تميّزهم بها عن غيرهم بالمَثابة التي لو انفردت كَفَتْ مُميِّزةً على حِيالها (أو إظهارِ تعظيمه أو إهانتِه أو التبرّكِ بذكره أو استلذاذِه أو بسطِ الكلام حيث الإصغاء مطلوب) أي: في مقام[4] يكون إصغاء السامع مطلوباً للمتكلّم لعظمته وشرفه (نحو: ﴿هِيَ عَصَايَ﴾ [طه:١٨]) ولهذا[5] يطال الكلام مع الأحِبّاء, ويجوز أن يكون


 



[1] قوله: [ولا مقتضِي للعدول عنه] إشارة إلى أنّ مجرّد كون الذكر أصلاً لا يكفي نكتةً للذكر لأنه متحقِّق في حال الذكر أيضاً بل لا بدّ من عدم المقتضِي للعدول عن الأصل في قصد المتكلِّم فلو وجد المقتضِي لرجح الحذف على الذكر.

[2] قوله: [ومنه إلخ] أي: ومن زيادة الإيضاح والتقرير لكن لا لإيضاح المسند إليه وتقريره ولذا أورد لفظة منه بل لإيضاح غرض تعلّق بتكرير المسند إليه وهو أنّ هؤلاء الموصوفين بشرف الإيمان وغيره من الأوصاف المذكورة ممتازون بكلٍّ من الأثرتين وكلٌّ منهما يكفي في تميّزهم فلو لم يُذكَر المسند إليه هنا لحصل الغرض المطلوب لكن لم يتّضح كمال الاتّضاح ولم يُفصِح عن الغرض كمال الإفصاح.

[3] قوله: [كما ثبتت إلخ] ما مصدريّة, والفاء في فهي زائدة أي: الأَثَرة بالفلاح ثابتة لهم كثبوت الأَثَرة لهم بالهدى, والأَثَرة التقدّم. قوله بالفلاح متعلِّق بالأَثَرة المدلول عليها بضمير هي. قوله في تميّزهم متعلِّق بـجُعلِت, وضمير انفردت وكَفَت للأَثَرة, وضمير الموصول محذوف أي: فيها أي: كَفَتْ في تلك المثابة على حِيالها أي: انفرادها.

[4] قوله: [أي: في مقام إلخ] إشارة إلى أنّ حيث هنا مكانيّة. قوله إصغاء السامع إشارة إلى أنّ اللام في الإصغاء للعهد أو عوض عن المضاف إليه. قوله مطلوباً للمتكلِّم إشارة إلى من يكون إصغاء السامع مطلوباً له. قوله لعظمته وشرفه تعليل لكون إصغاء السامع مطلوباً للمتكلِّم.

[5] قوله: [ولهذا إلخ] أي: ولأجل أنّ إصغاء السامع يكون مطلوباً للمتكلِّم يُطال الكلام مع المحبوبين. قوله ويجوز إلخ عطف على ما يُفهَم من التفسير أي: حيث ههنا للمكان ويحتمل أن تكون مستعاراً للزمان أي: مستعملةً للزمان مجازاً ولا حاجة إلى القرينة لأنها إنّما تجب عند تعيّن المجاز دون احتماله. قوله وقد يكون بسط الكلام إلخ إشارة إلى نكات أخرى لبسط الكلام.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400