عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

يصحّ به الاحتراز عن الجميع كما في التعريفات, لا يقال[1] إنّ قوله ابتداءً احتِرازٌ عن الضميرِ الغائب والمعرّفِ بلام العهد والموصولِ, فإنّ الأوّلَين[2] بواسطة تقدّم ذكره تحقيقاً أو تقديراً والثالثَ بواسطة العِلم بالصلة, لأنا نقول[3]: هذا موقوف على أن يكون معنى قوله ابتداءً بنفسه أي: بنفس لفظه يعني إحضاراً لا يتوقّف بعد العِلم بالوضع على شيء آخر من تقدّم الذكر ونحوه, ولو أريد ذلك يكون هذا بعينه معنى قوله باسم مختصّ به , وبعد اللَّتَيَّا والَّتِي[4]...............


 



[1] قوله: [لا يقال إلخ] إشارةٌ إلى شبهةٍ, وحاصلها أنّ قوله ابتداءً كما يخرج به الضمير الغائب كك يخرج به المعرَّفُ بلام العهد والموصولُ فلا يصحّ تخصيص الغائب بالخروج به كما فعله الشارح.

[2] قوله: [فإنّ الأوّلَين إلخ] تعليل للمنفي في لا يقال إلخ أي: لأنّ إحضار المسند إليه بعينه في الضميرِ الغائب والمعرَّفِ بلام العهد يكون بواسطة تقدّم ذكره تحقيقاً أو تقديراً لا ابتداءً وكذا إحضاره بعينه في الموصول يكون بواسطة تقدّم العِلم بالصلة لا ابتداءً فقوله ابتداءً احتراز عن جميع هذه الثلاثة.

[3] قوله: [لأنا نقول إلخ] تعليلٌ للنفي في لا يقال إلخ وجوابٌ عن الشبهة, وحاصله أنّ خروج الأمور الثلاثة بقيد الابتداء موقوف على أن يكون ابتداءً بمعنى بنفسه, وفي كونِ الابتداء بمعنى بنفسه ثمّ تفسيرِه بـبنفس لفظه ثم تفسيرِه بمعنى عدم التوقّف على شيء ثمّ تقييدِه بـبعد العلم بالوضع بُعد بعيد, ثمّ مع قطع النظر عن ذلك لو أريد هذا المعنى يلزم اتّحاد قوله ابتداءً بقوله باسم مختصّ به لأنّ الإحضار بنفس اللفظ والإحضار بالاسم المختصّ مآلهما واحد فلم يبق له فائدة وصار مستدركاً.

[4] قوله: [وبعد اللَّتَيَّا والَّتِي إلخ] أي: وبعد الدواهي المذكورة إلخ, والتزم حذف الصلة مع اللَّتَيا معطوفاً عليها الَّتِي إذا قُصِد بهما الدواهي ليفيد حذفها أنّ الدواهي وصلت إلى حدّ من العظم لا يدخل في حدّ البيان ولا يمكن شرحه فتركناها على إبهامها غيرَ مبيَّنة بصلة, والأصل فيه أنّ رجلاً تزوّج امرأة قصيرة فقاسى منها الشدائد وكان يُعبِّر عنها بالتصغير فتزوّج امرأة طويلة فقاسى منها الشدائد ضِعفَ ما قاسى من الصغيرة فطلّقهما وقال: بعدَ اللَّتَيَّا والَّتِي لا أتزوّج أبداً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400