عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

منها وأعظم (أو شأن غيره) أي: غير الخبر (نحو قوله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيۡبٗا كَانُواْ هُمُ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الأعراف:٩٢]) ففيه إيماءٌ إلى أنّ طريق بناء الخبر ممّا ينبئ عن الخيبة والخسران وتعظيمٌ لشأن شعيب وهو ظاهر, وقد يُجعَل[1] ذريعةً إلى الإهانة لشأنِ الخبر نحو: إنّ الذي لا يعرف الفقه قد صنّف فيه أو شأنِ غيره نحو: إنّ الذي يتّبع الشيطان فهو خاسر , وقد يُجعَل[2] ذريعةً إلى تحقيق الخبر نحو: إِنَّ الَّتِيْ ضَرَبَتْ بَيْتاً مُهَاجِرَةً * بِكُوْفَةِ الْجُنْدِ غَالَتْ وُدَّهَا غَوْلٌ, فإنّ في ضرب البيت بكوفة والمُهاجَرة إليها إيماءً إلى أنّ طريق بناء الخبر ما ينبئ عن زوال المَحبّة وانقطاع المَودّة, ثُمّ إنه يُحقِّق[3] زوالَ المودّة ويُقرِّره حتّى كأنه برهان عليه وهذا معنى تحقيق الخبر[4] فظهر الفرق بينه وبين الإيماء.......


 



[1] قوله: [وقد يُجعَل إلخ] أي: وقد يُجعَل الإيماء إلى وجه بناء الخبر ذريعةً إلخ. قوله إنّ الذي لا يعرف الفقه ففي الموصول والصلة إيماء إلى أنّ الخبر أمر ممّا يتعلّق بالفقه ثمّ فيه تعريض بإهانة الخبر الذي هو التصنيف في الفقه. قوله شأنِ غيره عطف على شأنِ الخبر. قوله إنّ الذي يتّبع الشيطان فيه إشارة إلى أنّ الخبر المبنيّ عليه من جنس الخسران ثمّ فيه تعريض بإهانة الشيطان وهو غير الخبر.

[2] قوله: [وقد يُجعَل إلخ] أي: وقد يُجعَل الإيماء المذكور ذريعةً إلى تحقيق الخبر وذلك فيما إذا تصلح الصلة أن تكون دليلاً للخبر كما في البيت فإنه يصحّ أن يقال إنّ الغول أهلكت وُدَّها لأنها ضربت بيتاً إلخ. قوله نحو أي: نحو قول عبد ة بن الطيب. قوله ضربت بيتاً كناية عن الإقامة. قوله كوفة الجند بلد مشهور سُمِّيت به لإقامة جند كسرى فيها. قوله غالت أي: أهلكت. قوله غول وهو كلّ ما اغتال الشيء, وأيضاً نوع خبيث من الجنّ, يقول: التي أقامت بالكوفة وهاجرت من البدو إلى الحضر أهلكت مودّتَها بعضُ الحوادث المُهلِكة.

[3] قوله: [ثمّ إنه يُحقِّق إلخ] أي: ثمّ إنّ هذا الإيماء يُحقِّق زوالَ مودّتها ويُثبته لأنّ المهاجرة إمّا علّة لزوال المحبّة أو معلولة له وعلى التقديرَين يحصل التحقيق فإنّ ثبوت العلّة يقتضي ثبوت المعلول وكذا ثبوت المعلول يقتضي ثبوت العلّة والإثبات على الأوّل ببرهان لمّيٍّ وعلى الثاني ببرهان إنّيٍّ.

[4] قوله: [وهذا معنى تحقيق الخبر] أي: المراد بتحقيق الخبر تثبيته وتقريره حتّى كأنّ الصلة دليل وبرهان عليه. قوله فظهر الفرق بينه إلخ أي: فظهر الفرق بين تحقيق الخبر وبين الإيماء إلى وجه بناء الخبر, وهو أنّ تحقيقَ الخبر تثبيتُه وتقويتُه بالدليل والإيماءَ الإشارةُ إلى نوع الخبر سواء حصل معه التحقيق كما في قوله إِنَّ الَّتِيْ ضَرَبَتْ بَيْتاً إلخ أو لا كما في قوله إِنَّ الَّذِيْ سَمَكَ إلخ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400