وأمّا ما ليس [1] بمعنى الحدوث من نحو المؤمن و الكافر و الصائغ و الحائك فهو كالصفة المشبَّهة واللامُ فيها حرف التعريف اتّفاقاً, وكلام "الكشّاف" و"المفتاح" يُفصِح عن ذلك في غير موضع, ولو سُلِّم [2] فالمراد تقسيم مطلق الاستغراق سواء كان بحرف التعريف أو غيره والموصول أيضاً يأتي للاستغراق نحو أكرم الذين [3] يأتونك إلاّ زيداً و اضرب القائمين إلاّ عمراً وهذا ظاهر (واستغراق المفرد) سواء كان بحرف التعريف أو غيره (أشمل) من استغراق المثنّى والمجموع [4] لأنه يتناول كلَّ واحد واحد من الأفراد واستغراق المثنّى إنّما يتناول كلَّ اثنَين اثنَين ولا ينافي خروج الواحد واستغراق الجمع إنّما يتناول كلَّ جماعة جماعة ولا ينافي خروج الواحد والاثنَين (بدليل صحّة لا رجال في الدار
[1] قوله: [وأمّا ما ليس إلخ] أي: وأمّا اسم الفاعل والمفعول الذي ليس بمعنى الحدوث بل كان بمعنى الثبوت فهو كالصفة المشبَّهة في كون اللام فيها حرفَ التعريف. قوله ½بالاتّفاق¼ فيه إشارة إلى عدم الاعتداد بقول مَن قال: إنّ اللام فيها أيضاً اسم موصول كما في "المغني". قوله ½وكلام الكشّاف إلخ¼ تأييدٌ لما ذكره من أنّ اللام في اسم الفاعل والمفعول بمعنى الثبوت حرف التعريف وليست بموصول.
[2] قوله: [ولو سُلِّم إلخ] جوابٌ آخر على تقدير التسليم, وحاصله أنه لو سُلِّم أنّ اللام في اسم الفاعل والمفعول مطلقاً اسم موصول فنقول إنّ المقصود بقوله ½وهو ضربان¼ تقسيم مطلق الاستغراق سواء كان بحرف التعريف أو بغيره ممّا يفيد الاستغراق كالموصول.
[3] قوله: [نحو ½أكرم الذين إلخ] فالموصول في المثالَين للاستغراق بقرينة صحّة الاستثناء المتّصل. قوله ½وهذا ظاهر¼ أي: ومجيء الموصول للاستغراق ظاهر لأنّ الموصول كالمعرَّف باللام يجيء لمعانٍ أربعةٍ والأصل فيه العهد والجنس.
[4] قوله: [من استغراق المثنّى والمجموع] إشارة إلى المفضَّل عليه. قوله ½لأنه يتناول إلخ¼ تعليل للأشمليّة أي: إنّما كان استغراق المفرد أشمل لأنّ استغراق المفرد يشمل كلّ واحد واحد بخلاف استغراق المثنّى والمجموع؛ وذلك لأنّ معنى الاستغراق شمول أفراد مدلول اللفظ ومدلولُ صيغة المفرد الواحد ومدلول صيغة المثنّى الاثنان ومدلول صيغة الجمع الجماعة.