إذا كان فيها رجل أو رجلان دون لا رجل ) فإنه لا يصحّ [1] إذا كان فيها رجل أو رجلان, وإنّما أورد البيان بـ لاَ التي لنفي الجنس لأنها نصّ في الاستغراق, بيان ذلك [2] أنّ النكرة في سياق النفي والنهي والاستفهام ظاهرة في الاستغراق وتحتمل عدمَ الاستغراق احتمالاً مرجوحاً إلاّ عند قرينة [3] نحو ما جاءني رجل بل رجلان فإنه حينئذ يتحقّق عدم الاستغراق, والنكرة في الإيجاب ظاهرة في عدم الاستغراق [4] وقد تُستعمَل فيه مجازاً كثيراً في المبتدأ نحو تمرة خير من جَرادة وقليلاً في غيره نحو: ﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ﴾ [الانفطار:٥],
[1] قوله: [فإنه لا يصحّ إلخ] أي: لأنّ ½لا رجل في الدار¼ لا يصحّ إذا كان في الدار رجل أو رجلان فثبت أنّ استغراق المفرد أشمل من استغراقهما. قوله ½وإنّما أورد البيان إلخ¼ أي: بيانَ كون استغراق المفرد أشمل من استغراقهما بـ½لا¼ التي لنفي الجنس لأنها نصّ في الاستغراق بخلاف ½لا¼ المُشابِهة بـ½ليس¼ فإنها تحتمل الوحدةَ والعمومَ ولذا يصحّ ½لا رجلٌ فيها بل رجلان¼ ولا يصحّ ½لا رجلَ فيها بل رجلان¼ ولا يخفى أنّ عبارة المتن ليست نصًّا في ½لاَ¼ لنفي الجنس فجزم الشارح بها ليس على ما ينبغي.
[2] قوله: [بيان ذلك إلخ] لمّا قال ½لأنها نصّ في الاستغراق¼ اشتاق النفس إلى أن تعلم أنه في أيّ موضع يستفاد الاستغراق وعدمه نصًّا أو احتمالاً أو حقيقةً أو مجازاً فجاء ببيان ذلك ناقلاً من "الرضي" بتغيير مّا. قوله ½في سياق النفي¼ أي: بغير ½لاَ¼ التي لنفي الجنس إذ النكرة في سياقها لا تحتمل عدمَ الاستغراق لكونها نصًّا في الاستغراق كما سيجيء.
[3] قوله: [إلاّ عند قرينة] أي: إلاّ عند قرينة على عدم الاستغراق فإنه حينئذ يتحقّق عدم الاستغراق كما في مثال الشرح فإنّ قوله ½بل رجلان¼ يدلّ على أنّ المراد نفي مجيء الواحد.
[4] قوله: [ظاهرة في عدم الاستغراق] لأنّ معنى تنكير الشيء كونه بعضاً مجهولاً من جملة. قوله ½وقد تُستعمَل فيه مجازاً¼ أي: وقد تُستعمَل النكرة في الإيجاب في الاستغراق مجازاً من قبيل إطلاق الخاصّ وإرادة العامّ. قوله ½كثيراً في المبتدأ إلخ¼ يعني وقوع النكرة في الإيجاب للاستغراق مجازاً كثير في المبتدأ وقليل في غير المبتدأ. قوله: ½تمرة خير إلخ¼ أي: كلّ تمرة خير من كلّ جَرادة. قوله: ﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ﴾ أي: علمت كلّ نفس ما قدّمت. قوله ½يا أهل ذا المغني وُقِيتُم شرًّا¼ تمامه: ولا لقيتم ما بقيتم ضرًّا, أي: يا أهل ذلك المنزل وقاكم الله من كلّ شرّ إلخ بقرينة مقام الدعاء.