ولو سُلِّم[1] أنه أراد ذلك فليكن قوله: كما يُطلِعُك إشارةً إلى ما ذكره في نحو لا تكذب أنت من أنه لمجرّد تقرير المحكوم عليه دون الحكم كما يُجعَل[2] قوله في "الإيضاح": كما سيأتي إشارةً إلى هذا, ولو سُلِّم[3] فكان ينبغي أن يتعرّض للتخصيص بل هو أولى بالتعرّض لأنه الذي يعتبر فيه المسند إليه مؤخَّراً على أنه تأكيد ثمّ قدّم للتخصيص, والأظهر[4] أنّ قول السكّاكيّ: كما يُطلِعُك إشارة إلى ما أورده في فصل اعتبار التقديم والتأخير مع الفعل من أنّ نحو أنا سعيت في حاجتك وحدي أو لا غيري تأكيد وتقرير للتخصيص الحاصل من التقديم, وإيراده[5] في هذا المقام مثل إيراد كلّ رجل عارف و كلّ إنسان
[1] قوله: [ولو سُلِّم إلخ] أي: لا نُسلِّم أنّ السكّاكيّ أراد بالتأكيد مجرّدَ التكرير وأنه يُفيد تقريرَ الحكم ولو سُلِّم أنه أراد به ذلك فليكن معنى قوله وربما كان القصد مجرّد التقرير أنه ربما كان القصد من تكرير المسند إليه مجرّد تقرير المحكوم عليه, وليكن قوله كما يُطلِعُك إشارةً إلى ما ذكره في ذلك البحث من أنّ لا تكذب أنت يفيد تقرير المحكوم عليه, فعلى هذا لا يصحّ جزم العلاّمة بأنّ المراد بالتقرير تقرير الحكم غاية الأمر أنه يصحّ إرادته.
[2] قوله: [كما يُجعَل إلخ] تأييدٌ لكون قول السكّاكيّ: كما يُطلِعُك إشارةً إلى ما ذكره في نحو لا تكذب أنت من أنه لتقرير المحكوم عليه دون الحكم, أي: وهذا مثل جعل قول المصـ في "الإيضاح": كما سيأتي إشارةً إلى هذا أي: إلى كون نحو لا تكذب أنت لتقرير المحكوم عليه دون الحكم.
[3] قوله: [ولو سُلِّم إلخ] أي: ولو سُلِّم أنّ المراد بالتأكيد مجرّد التكرير وأنه يُفيد تقريرَ الحكم وأنّ الحوالة ليست على ظاهرها فكان ينبغي للسكّاكيّ أن يتعرّض للتخصيص بأن يقول: وربما كان القصد مجرّد التقرير والتخصيص. قوله بل هو أولى إلخ أي: بل التعرّض للتخصيص أولى من التعرّض للتقرير. قوله لأنه الذي إلخ أي: لأنّ التخصيص هو الذي يعتبر فيه السكّاكيُّ تقديمَ المسند إليه وتأخيرَه مع الفعل, وأمّا التقرير أي: تقوّي الحكم فلا يعتبر فيه ذلك.
[4] قوله: [والأظهر إلخ] أي: في بيان الحوالة سواء حمل التقرير على تقرير الحكم أو المحكوم عليه أنّ قول السكّاكيّ إلخ, وإنّما كان هذا أظهر لكون الحوالة جارية على ظاهرها, والكاف حينئذ في كما يُطلِعُك للتشبيه وعلى التوجيهَين السابقَين بمعنى على. قوله من أنّ إلخ بيانٌ لـما.
[5] قوله: [وإيراده إلخ] دفعٌ لما يقال من أنه يلزم على التوجيه الأظهر الإشارةُ في بحث التأكيد الصِناعيّ إلى ما ليس تأكيداً صِناعيًّا لأنّ وحدي حال وغيري عطف, وحاصل الدفع أنّ إيراده أي: إشارة السكّاكيّ إليه في هذا المقام مع أنه ليس تأكيداً صِناعيًّا مثلُ إيراده كلّ رجل عارف في بحث التأكيد الصِناعيّ مع أنّ لفظ كلّ هنا ليس تأكيداً اصطلاحيًّا, وخلاصته أنّ السكّاكيّ يصرِّح في كثير من الأبواب بأمثلة ممّا ليس منها بل يناسبها فليكن هذا أيضاً من هذا القبيل.