أي: التكلّم بالمجاز[1] نحو: قطع اللصَّ الأميرُ الأميرُ أو نفسُه أو عينُه لئلاّ يتوهّم أنّ إسناد القطع إلى الأمير مجاز وإنّما القاطع بعض غلمانه مثلاً (أو) لدفع توهّم[2] (السهوِ) نحو: جاءني زيد زيد لئلاّ يتوهّم أنّ الجائي عمرو وإنّما ذكر زيداً على سبيل السهو, ولا يدفع[3] هذا التوهّم بالتأكيد المعنويّ وهو ظاهر[4] (أو) لدفع توهّم (عدمِ الشُمول) نحو: جاءني القوم كلّهم أو أجمعون لئلاّ يتوهّم[5] أنّ بعضهم لم يجئ إلاّ أنك لم تعتدّ بهم أو أنك جعلتَ الفعل الواقع من البعض كالواقع من الكلّ بناءً على أنهم في حكم شخص واحد كما يقال: بنو فلان قتلوا زيداً وإنما قتله واحد منهم,...................................................
[1] قوله: [أي: التكلّم بالمجاز] أي: لدفع توهّم المخاطب أنّ المتكلِّم تكلّم بالمجاز. قوله لئلاّ يتوهّم إلخ أي: تُؤكِّد المسند إليه بالتأكيد اللفظيّ أو المعنويّ لئلاّ يتوهّم مخاطبك أنك أردتَ بالأمير بعض غلمانه أو أسندتَ فعل ذلك البعض إلى الأمير, فقوله وإنّما القاطع إلخ داخل في المتوهَّم المنفيّ.
[2] قوله: [لدفع توهّم] إشارة إلى أنّ قوله السهوِ عطف على قوله التجوّزِ أي: أو يكون تأكيد المسند إليه لدفع توهّم المخاطَب أنه وقع سهواً موضعَ مفرد آخر. قوله لئلاّ يتوهّم إلخ أي: تؤكِّد المسند إليه بالتأكيد اللفظيّ لئلاّ يتوهّم مخاطبك أنّ الجائيَ عمرو مثلاً وإنّما ذكرتَ زيداً سهواً.
[3] قوله: [ولا يدفع إلخ] دفعٌ لما يخطر بالبال من أنه لا وجه لاكتفائك بالتأكيد اللفظيّ في دفع توهّم السهو مع أنك قد أوردتَ التأكيد اللفظيّ والمعنويّ في دفع توهّم التجوّز! وحاصل الدفع أنّ وجه الاكتفاء هنا بالتأكيد اللفظي أنّ هذا التوهّم أي: توهّم وقوع مفرد آخر موقع المسند إليه سهواً لا يدفع بالتأكيد المعنويّ, وأمّا توهّم وقوع المثنّى والمجموع في موقعه سهواً فيندفع بالتأكيد المعنويّ كما سيجيء.
[4] قوله: [وهو ظاهر] أي: وعدم دفع توهّم السهو بالتأكيد المعنويّ ظاهر لأنك إن قلتَ لدفع هذا التوهّم: جاءني زيد نفسه احتمل أنك أردتَ أن تقول: جاءني عمرو نفسه فسهوتَ وتلفّظتَ بزيد.
[5] قوله: [لئلاّ يتوهّم إلخ] أي: تؤكِّد القوم بقولك كلّهم أو أجمعون لئلاّ يتوهّم إلخ فالتأكيد هنا يدفع توهّم عدم الشمول في لفظ القوم. قوله إلاّ أنك لم تعتدّ بهم أي: أطلقتَ القوم وأردتَ به مَن عدا ذلك البعض, وهذا داخل في المتوهَّم المنفيّ.