عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

بنفسانيّ وفي أنّ أبدان الأموات كيف تُحيَى من الرُفات كذا في "ضِرام السِقْط", وقبله[1]: بَانَ أَمْرُ الإِلَهِ وَاخْتَلَفَ النَّاسُ * فَدَاعٍ إِلَى ضَلاَلٍ وَهَادٍ, يعني بعضهم يقول بالمَعاد وبعضهم لا يقول به, وبهذا تبيّن[2] أنْ ليس المراد بالحيوان المُستحدَث من الجَماد آدم عليه السلام ولا ناقة صالح عليه السلام ولا ثعبان موسى عليه السلام ولا القُقْنُس[3] على ما وقع في بعض الشروح لأنه لا يناسب السِياق (وإمّا لتعجيل المَسرّة أو المَساءة للتفاؤل أو التطيّر نحو سعد في دارك و السفّاح في دار صديقك , وإمّا لإيهام أنه لا يزول عن الخاطر أو أنه يستلِذّ به وإمّا لنحو ذلك) مثلُ إظهار تعظيمه[4] نحو: رجل فاضل في الدار , وعليه


 



[1] قوله: [وقبله] أي: وقبل البيت. قوله بَانَ إلخ أي: ظهر أمر الله تعالى وأعلمنا به على ألسنة رسله الكرام من حقّانيّة المَعاد الجمسانيّ ولكن اختلف الناس فيه فمنهم من هو هادٍ وهو القائل بالمَعاد لقوله تعالى: ﴿قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ[يس:٧٩], ومنهم مَن هو ضالّ داعٍ إلى الضلال غير قائل به.

[2] قوله: [وبهذا تبيّن إلخ] ردٌّ على ما وقع في بعض الشروح أي: وبما ذكرنا من سياق الكلام وهو قوله: بَانَ أمْرُ الإِلَهِ إلخ ظهر أنْ ليس المراد إلخ لأنّ هذا المعنى لا يناسب هذا السياقَ.

[3] قوله: [ولا الققنس] قيل هو طائر في بلاد الهند حسن الإلحان, يُضرب به المثل في البياض, له منقار طويل فيه ثلاثمائة وستّين ثقبة يخرج من كلٍّ منها صوت مختلف, يعيش ألف سنة ثمّ يُلهِمه الله تعالى بأن يموت فيجمع الحطب حواليه فيضرب بجناحيه على الحطب إلى أن يخرج منه النار فيحترق هو, ويخلق من رَماده مثله بعد مدّة, قيل بعد ثلاثة أيّام, وقيل غير ذلك, والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.

[4] قوله: [مثل إظهار تعظيمه] سواء كان تعظيمه حاصلاً بجوهر لفظه نحو أبو الفضل فيها, أو بالإضافة نحو ابن السلطان قائم, أو بالصفة نحو رجل فاضل في الدار, فالتعظيمُ حاصل بلفظ المسند إليه وإظهارُه يحصل بتقديمه لأنه يدلّ على أنه سيق الكلام له ففيه إظهار للتعظيم المستفاد منه, وقِس عليه قوله أو تحقيره. قوله وعليه قوله تعالى: إلخ أي: وعلى أنّ التقديم لإظهار التعظيم ورد قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ قَضَىٰٓ أَجَلٗاۖ وَأَجَلٞ مُّسَمًّى عِندَهُۥ[الأنعام:٢] الأجل الأوّل أجل الموت والثاني هو أجل القيامة وهو عظيم.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400