عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

وغايته, فإنْ قيل: كيف التوفيق[1] بين ما ذكر ههنا وبين ما ذكر في "المفتاح" من أنّ مُدرِك الإعجاز هو الذوق ليس إلاّ ونفس وجه الإعجاز لا يمكن كشف القِناع عنها, قلنا[2] معنى كلامه أنه يدرك به ولا يمكن وصفه كالملاحة وقد صرّح بهذا[3] وما ذكر ههنا لا يدلّ على أنه يمكن وصفه بل على أنه إنما يُدرَك بهذا العلم ولو بالذوق المكتسَب منه[4] لا بغيره من العلوم, وليس الحصر حقيقياً حتّى يرد الاعتراضُ عليه بأنّ العرب تعرف ذلك بحسَب السليقة, وقد أشير إلى هذا[5] في مواضع من "المفتاح"...................................


 



[1] قوله: [فإن قيل: كيف التوفيق إلخ] حاصله أنّ السكّاكيّ قد حصر ما به إدراك الإعجاز في الذوق بقوله إنّ مُدرِك الإعجاز هو الذوق ليس إلاّ والمصـ حصره في علم البلاغة, وقد نفى السكّاكيّ إمكانَ كشف القناع عن وجه الإعجاز بقوله ونفس وجه الإعجاز لا يمكن كشف القِناع عنها والمصـ أثبت كشف القِناع عنه بهذا العلم, فبين الكلامين تدافع بوجهين فكيف التوفيق بينهما.

[2] قوله: [قلنا] أي: في بيان التوفيق بينهما, وحاصله أنّ معنى قوله إنّ مدرك الإعجاز إلخ أنّ الإعجاز يُدرَك بالذوق, ومعنى قوله ونفس وجه إلخ أنه لا يمكن وصفُه وبيانُه كسائر الوجدانيّات فإنها تدرك ولا يمكن بيانها, وما ذكره المصـ لا يدلّ على أنه يمكن بيانه بل يدلّ على أنه إنّما يدرك بهذا العلم فاندفع التدافع بين إثباتِ الكشف ونفيِه بحمل الكشف على الإدراك في الإثبات وعلى البيان في النفي.

[3] قوله: [وقد صرّح بهذا] أي: وقد صرّح السكّاكي بما ذكرناه في بيان معنى كلامه حيث قال: شأن الإعجاز عجيب يدرك ولا يمكن وصفه, وهذا تأييد لما ذكره الشارح في بيان معنى كلامه.

[4] قوله: [ولو بالذوق المكتسَب منه] إشارة دفع التدافع بين الحصرين, وحاصل الدفع أنّ السكّاكي حصر إدراك الإعجاز بلا واسطة على الذوق والمصـ حصر إدراك الإعجاز بالواسطة على هذا العلم, وقد صرّح به السكّاكي أيضاً حيث قال: طريق اكتساب الذوق طول خدمة هذين العلمين, والذوق كيفيّة للنفس بها تدرك الخواصّ والمزايا التي في الكلام البليغ. قوله وليس الحصر حقيقيًّا لا مدخل لهذا الكلام في دفع التدافع بل هو بيان لفائدة اعتبار الحصر بالنسبة إلى العلوم وهي دفع الاعتراض الوارد على الحصر المستفاد من تقديم الجارّ والمجرور في قوله وبه يكشف إلخ.

[5] قوله: [وقد أشير إلى هذا] أي: إلى أنّ الإعجاز إنّما يدرك بهذا العلم.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400