عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

كقوله في علم الاستدلال[1]: وجهُ الإعجاز أمرٌ من جنس الفصاحة والبلاغة لا طريق إليه إلاّ طول خدمة هذَين العلمَين, وفي موضع آخر: لا علم بعد علم الأصول[2] أكشفُ للقِناع من وجه الإعجاز من هذين العلمَين, نعم لا يمكن[3] بيانُ وجه الإعجاز وإدراكُه بحقيقته لامتناع الإحاطة بهذا العلم لغير علاّم الغيوب فلا يدخل كُنه بلاغة القرآن إلاّ تحت علمه الشامل كما ذكر في "المفتاح", وتشبيه وجوه الإعجاز[4] في النفس بالأشياء المُحتجِبة تحت الأستار استعارة بالكناية وإثبات الأستار لها استعارة تخييليّة وذكر الوجوه


 



[1] قوله: [في علم الاستدلال] أي: المنطق. قوله وجه الإعجاز أي: مرتبة البلاغة التي بها الإعجاز. قوله أمر إلخ أي: نوع منه. قوله إلاّ طول إلخ فقد صرّح بأنّ مرتبةَ البلاغة المذكورةَ إنّما تُدرَك بطول خدمة علم البلاغة, ويلزم منه أن يكون تلك الخدمة مُوجِبة لإدراك الإعجاز أيضاً, ولذا قال أشير.

[2] قوله: [بعد علم الأصول] أي: لا علم كائن بعد حصول علم الأصول, والمراد بعلم الأصول اللغة والصرف والنحو والكلام فإنّه لا بدّ في كشف القناع عن وجه الإعجاز من فهم أصل المعنى وهو يتوقّف على اللغة والصرف والنحو, وكذا لا بدّ في حمل الآيات المُشعِرة بالجهة والجسميّة والمكان على المعنى المجازيّ أو الكنائيّ من العلم بامتناعها عليه تعالى وهو يتوقّف على الكلام, ثمّ نفيُ الأكشفيّة عمّا سوى العلمين كنايةٌ عن ثبوت الكشف الكامل لهما فلا يقتضي أن يكون علم آخر مشاركاً لهما في أصل الكشف.

[3] قوله: [نعم لا يمكن إلخ] تصديقٌ لما قبله من كون العِلمَين أكشف للقناع وتقريرٌ لما بعده من عدم دخول كنه حقيقة الإعجاز إلاّ تحت علمه الشامل ودفعٌ للسؤال الناشي ممّا قبله وهو أنّ علم البلاغة إذا كان مُوجِباً لكمال الكشف كان مُوجِباً لكمال معرفة الإعجاز وكنه حقيقته, وحاصل الدفع أنه لا يُوجِب إدراك الكنه لا لنقصانه في الأكشفيّة بل لامتناع الإحاطة به لغير علاّم الغيوب.

[4] قوله: [وتشبيه وجوه الإعجاز إلخ] أي: وتشبيه مراتب البلاغة المُوجِبة للإعجاز. قوله استعارة بالكناية وهي عند المصـ أن يشبّه شيء بشيء في النفس ثمّ يسكت عمّا سوى المشبّه من أركان التشبيه. قوله استعارة تخييليّة وهي عنده أن يثبت للمشبّه المذكور شيء من لوازم المشبّه به المحذوف وهو الدالّ على التشبيه المضمر في النفس. قوله إيهام وهو أن يذكر لفظ له معنيان قريب وبعيد ويراد به البعيد, فالوجوه له معنى قريب وهو العضو المخصوص ومعني بعيد وهو المراتب وهو المراد هنا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400