عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

بمجرّد الألفاظ[1] وإلاّ لما كان للطائف العِلمَين مدخل فيه لأنها لا تتعلّق بنفس الألفاظ, فلهذا[2] اختار النظم على اللفظ ولأنّ فيه استعارةً لطيفة[3] وإشارةً إلى أنّ كلماتِه كالدُرَر (و) لمّا[4] (كان القسم الثالث من "مفتاح العلوم" الذي صنّفه) الفاضل (العلامة) سراج الملّة والدِّين (أبو يعقوب يوسف السكّاكي) تغمده الله بغفرانه (أعظمَ ما صنّف) خبر كان (فيه) أي: في علم البلاغة وتوابعها (من الكتب المشهورة) بيان لـ ما (نفعاً) تمييز من أعظم [5] (لكونه أحسنها ترتيباً) أي: لكون القسم الثالث أحسن الكتب المشهورة من


 



[1] قوله: [بمجرّد الألفاظ] أي: مع قطع النظر عن اللطائف والخواصّ المُودَعة في الألفاظ. قوله وإلاّ إلخ أي: وإن كان الإعجاز بمجرّد الألفاظ لما كان للطائف علمي المعاني والبيان دخل في الإعجاز واللازم باطل فكذا الملزوم أعني كون الإعجاز بمجرّد الألفاظ.

[2] قوله: [فلهذا إلخ] أي: فلكون نظم القرآن عبارة عمّا ذكر أو لأنّ الإعجاز ليس بمجرّد الألفاظ أو لكون اللفظ والمعنى كليهما ملحوظين في النظم والإعجاز كليهما اختار لفظ النظم على لفظ اللفظ.

[3] قوله: [ولأنّ فيه استعارةً إلخ] بيان لوجه ثان لاختيار النظم على اللفظ أي: ولأنّ في لفظ النظم استعارةً بأن شبّه تأليف الكلمات بإدخال اللؤلؤ في السِلك ثمّ استعير لفظ النظم له فيكون استعارة مصرّحة, أو شبّه القرآن في النفس بعقد الدُرَر وأثبت له النظم فيكون التشبيهُ المضمر في النفس استعارةً مكنيّة وإثباتُ النظم له استعارةً تخييليّة ولاحتمال الوجهين وصف الاستعارة باللطافة. قوله وإشارةً إلخ بيان للطافة.

[4] قوله: [لمّا] إشارة إلى أنّ كان هذا عطف على كان الأوّل. قال: من "مفتاح العلوم" وهو كتاب يشتمل على العلوم التسعة الآلية كالصرف والنحو والاشتقاق والعروض والقوافي والمنطق والمعاني والبيان, ولذلك سمّي بـمفتاح العلوم.

[5] قوله: [تمييز من أعظم] أي: تمييزٌ من نسبة أعظم إلى ضمير الفاعل مُحوَّلٌ عن الفاعل أي: كان أعظم نفعُه, وهذا دفعُ توهّم أنه تمييز من المشهورة فإنه لا يكون حينئذ نصًّا في المقصود وهو مدح القسم الثالث بكونه أعظمَ النفع في الكتب المشهورة المصنّفة في علم البلاغة وتوابعها.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400