عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

إيهام, أو تشبيه الإعجاز بالصُّور الحسنة استعارة بالكناية وإثبات الوجوه استعارة تخييليّة وذكر الأستار ترشيح[1] وقد جرينا في هذا على اصطلاح المصنّف, و القرآن فُعْلان[2] بمعنى مفعول جعل اسماً للكلام المنزَّل على النّبيِّ عليه السلام, ونظمه[3] تأليف كلماته مترتّبةَ المعاني متناسِقةَ الدلالات على حسَب ما يقتضيه العقل[4] لا تواليها في النطق وضمُّ بعضها إلى بعض كيف ما اتّفق, بخلاف نظم الحروف فإنه[5] تواليها في النطق من غير اعتبار معنى يقتضيه حتّى لو قيل مكان ضرب : ربض لما أدّى إلى فسادٍ[6] وليس الإعجاز


 



[1] قوله: [ترشيح] وهو أن يذكر ما يناسب المشبّهَ به إذا كان في الكلام تشبيه أو ما يناسب المستعار منه إذا كان في الكلام استعارة أو ما يناسب المعنى الحقيقيّ إذا كان في الكلام مجاز مرسل كما في قوله عليه الصلاة والسلام: ((أسرعكنّ لحوقاً بي أطولكنّ يداً)) فاليد بمعنى النعمة مجازاً مرسلاً من ذكر السبب وإرادة المسبّب, والطول من مناسبات معناها الحقيقيّ وهو العضو المخصوص. قوله وقد جرينا إلخ إشارة إلى الاختلاف في الاستعارة وبيانه في البيان. قوله في هذا أي: في تقرير الاستعارات هنا.

[2] قوله: [والقرآن فُعْلان] يقال قرأت الشيء قرآناً أي: جمعته, وقرأت الكتاب قراءة وقرآناً أي: تلوته. قوله ثمّ جعل إلخ أي: ثمّ جُعِل بعد جَعله بمعنى مفعول أي: بمعنى مقروء أو مجموع اسماً لهذا الكلام المنزّل على نبيِّنا عليه الصلاة والسلام, وليس هذا تعريفاً للقرآن بل بيان للشخص الذي جعل لفظ القرآن اسماً له بذكر ما يعيِّنه ويكفي في تعيّنه لامُ العهد في الكلام والنبيّ لأنهما معهودان عند المسلمين ولا حاجة إلى تقييده بكونه منقولاً عنه بالتواتر مكتوباً في المصاحف.

[3]  قوله: [ونظمه] هذا تمهيد لبيان وجه اختيار لفظ النظم على لفظ اللفظ. قوله كلماته أي: ما يتكلّم به مفرداً كان أو جملة, والمراد بالمعاني الأمورُ التي يقصدها البلغاء من مقتضَيات الأحوال وبترتيبها وضعُ كلّ منها في محلّه المطلوب هو فيه, والمراد بالدلالات الدلالةُ المطابقيّة والتضمّنيّة والالتزاميّة وبتناسقها مماثلتُها في المطابقة لمقتضى الحال يعني إذا كان الحال يقتضي المطابقيّة أتي بها وهكذا.

[4] قوله: [على حسَب ما يقتضيه العقل] متعلِّق بالترتيب والتناسق على سبيل التنازع. قوله وضمّ بعضها إلى بعض إلخ تفسير لتواليها في النطق. قوله كيف ما اتّفق أي: من غير اعتبار معنى يقتضيه المقام.

[5] قوله: [فإنّه] أي: لأنّ نظم الحروف. قوله من غير اعتبار معنى إلخ تفسير لتوالي الحروف في النطق.

[6] قوله: [لما أدّى إلى فسادٍ] أي: لما أدّى هذا التغيير إلى فسادِ نظم الحروف بل النظم باق؛ وذلك لأنّ اعتبار معنى يقتضيه العقل في مقام خاصّ ليس بداخل في مفهوم نظم الحروف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400