جهة الترتيب[1] وهو وضع كلّ شيء في مرتبته, فلكلّ مسئلة[2] مثلاً مراتب بعضها أليق بها من بعض فوضعها فيه أحسن, وإنْ شئتَ أنْ تعرف صدق هذا المقال فعليك بكتب الشيخ عبد القاهر تراها[3] كأنها عِقْد قد انفصم فتناثرت لآليه (و) لكونه (أتمّها تحريراً) وهو تهذيب الكلام[4] (و) لكونه (أكثرها للأصول) والقواعد[5] وهو متعلّق بمحذوف يفسّره قوله (جمعاً) لأنّ معمول المصدر لا يتقدّم عليه لأنه[6] عند العمل مُؤَوّل بـ أنْ مع
[1] قوله: [من جهة الترتيب] فيه إشعار بأن قوله ترتيباً نصب على التمييز من نسبة أحسن وهو أيضاً مُحوَّل عن الفاعل أي: ولكونه أحسن ترتيبُه. قوله وضع كلّ شيء إلخ العموم المستفاد من كلّ يعتبر بعد إرجاع ضمير مرتبته إلى شيء لئلاّ يرد الاعتراض المشهور.
[2] قوله: [فلكلّ مسئلة إلخ] بيان لوجه أحسنيّة ترتيب القسم الثالث, وحاصله أنّ المسائل قد وضعت في مراتبها اللائقة بها في الكتب المشهورة فترتيبها حسن وفي مراتبها اللُقْيَى بها في القسم الثالث فترتيبه أحسن. قوله وإن شئتَ إلخ إثبات لما ادّعى المصـ من أحسنيّة ترتيب القسم الثالث. قوله صدق هذا المقال أي: صدق القول بأنه أحسن ترتيباً. قوله فعليك الفاء جزائيّة وعليك اسم فعل وهو إذا تعدّى بنفسه كان بمعنى الزم وإذا عدّي بالباء كان بمعنى استمسك كما هنا.
[3] قوله: [تراها إلخ] استيناف للجواب كأنه قيل كيف أرى كتب الشيخ إن استمسكت بمطالعتها؟ فقال تراها إلخ. قوله كأنها عِقْد إلخ في تشبيه كتب الشيخ بالعِقْد إشارة إلى حسن ترتيبها وفي انفصامه وتناثر لآليه إشارة إلى انحطاط درجة ترتيبها عن درجة ترتيب القسم الثالث.
[4] قوله: [وهو تهذيب الكلام] أي: والتحرير تنقيح الكلام عن الزوائد ومُوجِبات الخلل والتعقيد, وكون القسم الثالث أتمّ تحريراً بالنسبة إلى الكتب المشهورة لا ينافي كونه غير محفوظ عن الحشو والتطويل والتعقيد في نفسه, فلا يناقض لما سيأتي من المصـ من قوله ولكن كان غير مصون إلخ.
[5] قوله: [والقواعد] عطف تفسير للأصول. قوله وهو أي: قوله للأصول. قوله بمحذوف وهو جمعاً. قوله لأنّ معمول إلخ تعليل لجعل للأصول متعلِّقاً بـجمعاً المحذوف دون المذكور.
[6] قوله: [لأنه إلخ] أي: لأنّ المصدر إلخ, هذا تعليل لعدم تقدّم معمول المصدر عليه. قوله مُؤَوّل بـأنْ مع الفعل وذلك لأنّ الأصل في العمل هو الفعل. قوله وهو موصول أي: ولفظ أنْ موصول حرفي وهو ما أوّل مع ما يليه من الجملة بالمصدر كـأَنْ وأنّ ومَا.