[ص:٣٠] فيكون من عطف الجملة[1] الفعلية الإنشائية على الاسميّة الإخباريّة, وإمّا على حسْبي أي: وهو نعم الوكيل وحينئذٍ[2] فالمخصوص هو الضمير المتقدِّم كما صرّح به صاحبُ "المفتاح" وغيرُه في قولنا زيد نعم الرجل , ثُمّ عطف الجملة[3] على المفرد وإنْ صحّ باعتبار تضمّن المفرد معنى الفعل كما في[4] قوله تعالى: ﴿فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنٗا﴾ [الأنعام:٩٦] على رأي لكنّه في الحقيقة من عطف الإنشاء على الإخبار, وهذا أوان الشروع في المقصود[5] فنقول رتّب المختصر على مقدّمة وثلثة فنون لأنّ المذكور
[1] قوله: [فيكون من عطف الجملة إلخ] أي: وعطف الجملة الإنشائيّة على الإخباريّة مختلف فيه فمنعه البيانيّون وجمهورُ النحاة وجوّزه البعض فلا بدّ في جوازه عند الجمهور من تأويل إحدى الجملتين فإمّا أن يقال الجملة المعطوف عليها أعني هو حسْبي أيضاً إنشائيّة معنى لأنّ المقصود إنشاء المدح بأنه كافٍ, أو يقال الجملة المعطوفة أعني نعم الوكيل أيضاً إخباريّة مؤوّلة بـهو نعم الوكيل, ويجوز عند جمهور النحاة أن يكون خبر المبتدأ إنشاء.
[2] قوله: [وحينئذ] أي: وحين إذ كان نعم الوكيل عطفاً على حسْبي. قوله الضمير المتقدِّم أي: في هو حسْبي. قوله كما صرّح إلخ إنّما احتاج إلى النقل لدفع استبعاد تقدّم المخصوص.
[3] قوله: [ثمّ عطف الجملة] مبتدأ خبره الجملة الشرطيّة والواو زائدة لزيادة الربط كما في لا بدّ وأن يكون والجزاء محذوف تدلّ عليه الجملة الاستدراكيّة أي: عطف الجملة على المفرد وإن صحّ باعتبار تضمّنه معنى الفعل لا يصحّ ههنا لكونه في الحقيقة من عطف الإنشاء على الإخبار فلا بدّ من التأويل.
[4] قوله: [كما في إلخ] استشهاد على صحّة عطف الجملة على المفرد باعتبار تضمّنه معنى الفعل. قوله على رأي أي: عند من جعل قوله جعل الليل سكناً عطفاً على قوله فالق الإصباح لتضمّنه معنى يفلق, لا عند من جعله حالاً بتقدير قَدْ أو عطفاً على فالق الإصباح بتقدير هو فالق الإصباح.
[5] قوله: [في المقصود] أي: في مقصود الكتاب لأنّ الخطبة خارجة عنه والمقدِّمة داخلة فيه وإن كانت خارجة عن مقصود الفنّ. قوله لأنّ المذكور إلخ دليل لحصر الكتاب في الأجزاء الأربعة المذكورة. قوله من قبيل المقاصد وأمّا ما ذكر فيه من الشواهد والأمثلة والاعتراضات على "مفتاح العلوم" فهي من مكمِّلات المقاصد فلا يرد بها النقض على الحصر.