اطّلعتُ (في بعض كتب القوم عليها) أي: على الفوائد (وزوائد لم أظفر) أي: لم أفز (في كلام أحدٍ) من القوم (بالتصريحِ بها) أي: بالزوائد (ولا الإشارةِ إليها) بأنْ يكون[1] كلامهم على وجه يمكن تحصيلها منه بالتبعيّة وإنْ لم يقصدوها يعني: لم يتعرّضوا لها لا نفياً ولا إثباتاً كبعض اعتراضاته على "المفتاح" وغيره, ولقد أعجب[2] في جعل ملتقَطاتِ كتب الأئمّة فوائدَ ومخترَعاتِ خاطره زوائدَ (وسمّيتُه "تلخيص المفتاح" وأنا أسأل الله) لا يُعرف[3] لتقديم المسند إليه ههنا وجه حسن إذ لا مقتضِي للتخصيص ولا للتقوّي, فكأنه قصد[4]
[1] قوله: [بأن يكون إلخ] تصوير للمنفيّ أي: للإشارة إلى تلك الزوائد. قوله يعني: لم يتعرّضوا إلخ أي: مراده بعدم الظفر بالتصريح بتلك الزوائد أو بالإشارة إليها في كلام القوم أنهم لم يتعرّضوا لتلك الزوائد لا نفياً ولا إثباتاً, وإنّما أتى بالعناية لأنّ عدم الظفر بشيء لا يستلزم عدمه ففي هذا المراد بُعد مّا. قوله كبعض اعتراضاته إلخ أي: وتلك الزوائد كبعض اعتراضاته إلخ.
[2] قوله: [ولقد أعجب إلخ] أي: والله لقد أتى المصـ بأمر عجيب محتمِل للوجهين المدح والذمّ؛ وذلك لأنه يحتمل أن يكون المراد بكون مخترَعات خاطره زوائد أنها زائدة في النفع على الفوائد المذكورة في كتب القوم فيكون مدحاً لزوائده, ويحتمل أن يكون المراد بكونها زوائد أنها زائدة لا يعبأ بها وشأنها أن تُحذَف فيكون ذمًّا لها, ولكُلٍّ من الوجهين وجه.
[3] قوله: [لا يعرف إلخ] إشارة إلى الاعتراض على تقديم المسند إليه في قوله وأنا أسئل الله, وحاصله أنّ تقديم المسند إليه على المسند الفعليّ إذا لم يل حرفَ النفي إمّا للتخصيص أو للتقوّي وليس ههنا لشيء منهما وجه حسن إذ لا حسن في تخصيص السؤال به بل الحسن في الدعاء الشركة ليكون أقرب إلى الإجابة وكذا لا حسن في تقوّي إسناد السؤال إليه إذ لا إنكار ولا تردّد فيه للسامع.
[4] قوله: [فكأنه قصد إلخ] إشارة إلى الجواب, حاصله أنّ المصـ قصد أن يجعل الجملة حالاً لتفيد مقارنةَ السؤال لجميع ما تقدّم من التأليف والترتيب والإضافة والتسمية, ولا يحصل هذا المعنى صريحاً إلاّ بإيراد الجملة اسميّة إذ لو أوردت فعليّة كانت ظاهرة في العطف, لكنّ هذا لا يدفع الاعتراض المذكور من أنّ تقديم المسند إليه على المسند الفعليّ ليس إلاّ لأحد الأمرين ولا حسن لشيء منهما ههنا, فيمكن أن لا يكون هذا إشارة إلى الجواب بل يكون بياناً لمنشأ اختياره الجملة الاسميّة.