إذا دخل على كلام فيه تقييد على وجهٍ مّا أن يتوجّه[1] إلى ذلك التقييد وأن يقع له خصوصاً مثلاً إذا قيل: لم يأتك القوم أجمعون كان نفياً للاجتماع وهذا ممّا لا سبيل إلى الشكّ فيه, ولعَمري[2] لقد أفرط المصنّف في وصف القِسم الثالث بأنّ فيه حشواً وتطويلاً وتعقيداً تصريحاً أوّلاً[3] وتلويحاً ثانياً على ما ذكرنا وتعريضاً ثالثاً حيث وصف مؤلَّفه بأنه مختصر منقّح سهل المأخذ أي: لا تطويل فيه ولا حشو ولا تعقيد كما في القسم الثالث (وأضفتُ إلى ذلك) المذكور[4] من القواعد وغيرها (فوائد عثرتُ) أي:
[1] قوله: [أن يتوجّه إلخ] اسم أنّ أي: أن يرجع النفي إلى ذلك التقييد. قوله وأن يقع له خصوصاً أي: وأن يقع النفي للقيد لا للمقيّد. قوله كان نفياً للاجتماع أي: لا نفياً لأصل المجيء؛ وذلك لأنّ أجمعون وإن كان تأكيداً لـالقوم بمعنى الكلّ إلاّ أنّ فيه معنى الاجتماع بحسب أصل الوضع فكان نفياً للاجتماع بهذا الاعتبار, وفي بعض النسخ: أجمعين منصوباً على الحاليّة من القوم بمعنى مجتمعين, وعلى هذا نفي الاجتماع ظاهر. قوله وهذا إلخ من كلام الشيخ أي: وهذا الأصل إلخ.
[2] قوله: [ولعَمري] العَُمْر بفتح العين وضمّها بمعنى إلاّ أنه تُضَمّ في القَسَم لكثرة استعماله, والمراد ولواهب عمري إلخ لئلاّ يلزم الحلف بغير الله تعالى فإنه لا يجوز شرعاً. قوله لقد أفرط الإفراط التجاوز عن الحدّ ويقابله التفريط.
[3] قوله: [تصريحاً أوّلاً] أي: صرّح أوّلاً باشتمال القسم الثالث على الحشو والتطويل والتعقيد تصريحاً بقوله ولكن كان إلخ. قوله وتلويحاً أي: ولوّح ثانياً إلى اشتماله عليه بقوله ويشتمل على ما يحتاج إليه, والتلويح كناية وسائطها كثيرة. قوله على ما ذكرنا أي: بقولنا لا على ما يستغنى عنه إلخ. قوله وتعريضاً أي: وعرّض ثالثاً باشتماله عليه, والتعريض كناية مسوقة لموصوف غير مذكور كقولك: إن شتمني الأمير لأضربنّه تريد من يَشتِمني ليُضرَبنّ. قوله حيث وصف إلخ بيان لوجه التعريض.
[4] قوله: [المذكور] دفع لما يرد على عبارة المتن من أنّ الإشارة إلى القواعد والأمثلة والشواهد بـذلك غير صحيح لعدم المطابقة بين اسم الإشارة والمشار إليه, وحاصل الدفع أنّ الإشارة بـذلك إلى الأمور الثلاثة بتأويلها بالمذكور فلا إشكال. قوله من القواعد وغيرها بيان للمذكور. قوله أي: على الفوائد تعيين لمرجع الضمير في عليها. قوله اطّلعت تفسير لفظ غير مشهور بلفظ مشهور.