عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

تقال عندهم لِمعانٍ محصولها كون الكلام على وفق مقتضَى الحال وكان كلّ من الفصاحة والبلاغة يقع صفة للمتكلّم بمعنى آخر[1] بادر أوّلاً إلى تقسيمهما باعتبار ما تقعان وصفاً له ثُمّ عرّف كلاًّ منهما على وجه يخصّه ويليق به لتعذّر جمع الحقائق المختلفة في تعريف واحد, ولا يوجد[2] قدر مشترك بينهما كالحيوان[3] المشترك بين الإنسان والفرس وغيرهما لأنّ إطلاق الفصاحة على الأقسام الثلاثة من قبيل إطلاق اللفظ المشترك على معانيه المختلفة نظراً إلى الظاهر[4] وكذا البلاغة, ولا يخفى[5] تعذّر تعريف مطلق العين


 



[1] قوله: [بمعنى آخر] أي: فلا يمكن التعريف الشامل للفصاحة في المفرد والمتكلِّم أو للفصاحة في الكلام والمتكلِّم, ولا التعريف الشامل للبلاغة في الكلام والمتكلِّم. قوله بادر أوّلاً إلخ جواب لمّا أي: كان ما تقدّم سبباً لمبادرة المصـ أوّلاً إلى تقسيم كلٍّ من الفصاحة والبلاغة ثمّ إلى تعريف كلٍّ من أقسامهما.

[2] قوله: [ولا يوجد إلخ] دفع لتوهّم أنّ أنواع الفصاحة والبلاغة حقائق مختلفة مع اندراجها تحت تعريف الجنس, وحاصل الدفع أنّ إطلاق الفصاحة والبلاغة على معانيهما من قبيل إطلاق المشترك اللفظيّ على معانيه وليس شيء منهما بموضوع لمعنى واحد تشترك فيه أقسامه حتّى تندرج تحت تعريفه أقسامه, بخلاف الجنس فإنه مشترك معنويّ موضوع لمعنى واحد تشترك فيه أنواعه.

[3] قوله: [كالحيوان] مثال للمنفيّ أي: للقدر المشترك فإنّ الحيوان قدر مشترك بين فتندرج تحته أنواعه ولا يمكن هذا في الفصاحة والبلاغة لعدم وجود قدر مشترك بين أقسامهما.

[4] قوله: [نظراً إلى الظاهر] وهو كثرة المخالفة بينها, وإنّما قال ذلك لأنّ لفظ الفصاحة بالنظر إلى الحقيقة مشترك معنويّ بين فصاحة المفرد والكلام لما عرفتَ من أنّ الفصاحة هي كون اللفظ عربيًّا أصليًّا مفرداً كان اللفظ أو كلاماً. قوله وكذا البلاغة أي: وكذا إطلاق البلاغة على قسميها من قبيل إطلاق اللفظ المشترك على معانيه المختلفة ولكن لا نظراً إلى الظاهر بل نظراً إلى الحقيقة.

[5] قوله: [ولا يخفى إلخ] تفهيم بالمثال من الخارج أي: كما يتعذّر تعريفُ لفظ العين الشاملُ لجميع معانيه من الشمس والذهب وعين الماء والباصرة وغيرها كذلك يتعذّر تعريفُ الفصاحة الشاملُ لأقسامها الثلاثة وتعريفُ البلاغة الشاملُ لقسمَيها.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400