(في المفرد خلوصه من تنافُر الحروف والغرابة ومخالَفة القِياس اللغَويّ) أي: المستنبَط من استقراء اللغة حتّى لو وُجد[1] في الكلمة شيء من هذه الثلاثة لا تكون فصيحة (فالتنافُر) وصف في الكلمة[2] يوجب ثقلَها على اللسان وعُسرَ النطق بها, فمنه ما يوجب التناهي فيه[3] نحو الهِعْخَع بالخاء المعجمة في قول أعرابي سُئل عن ناقته: تركتها ترعى الهِعْخَع , ومنه ما دون ذلك (نحو) مستشزرات في قول امرء القيس (غَدَائِرُهُ) أي: ذوائبه جمع غديرة [4] والضمير عائد إلى الفرع[5] في البيت السّابق (مُسْتَشْزِرَاتٌ) أي: مرتفعات إنْ
[1] قوله: [حتّى لو وجد إلخ] دفع لما يوهمه ظاهر عبارة المتن من رفع الإيجاب الكليّ فيلزم أن لا تكون الكلمة التي وجد فيها أمر أو أمران من الأمور الثلاثة المذكورة غير فصيحة وليس كذلك, وحاصل الدفع أنّ المعنى على السلب الكليّ حتّى لو وجد إلخ.
[2] قوله: [وصف في الكلمة إلخ] بيان لمفهوم تنافر الحروف وقد تركه المصـ اكتفاءً بالمثال. قوله وعُسرَ النطق بها عطف تفسير لما قبله أو من عطف المسبَّب على السبب فإنّ الثقل سبب لعسر النطق.
[3] قوله: [فمنه ما يوجب التناهي فيه إلخ] أي: فمن الوصف المذكور وصف يوجب التناهي في الثقل, وهذا الكلام بيانُ القسمَين لتنافر الحروف وإشارةٌ إلى أنّ المثال المذكور في المتن هو للقسم الثاني. قوله الهِعْخَِع بكسر الهاء وفتح الخاء وكسرها نبت أسود, وقيل الرواية: تركتها ترعى العُهْعُخ, وقيل إنّما هي الخُعْخُع.
[4] قوله: [جمع غديرة] وهي إمّا مطلق الشَعر أو شَعر مقدم الرأس أو الشَعر المنسدلّ من وسط الرأس إلى الظَهر, فالضمير على الأوّل يرجع إلى الحبيبة بتأويل الشخص وعلى الثاني والثالث يرجع إلى الفرع, ومعنى البيت على الأوّل أنّ شَعره مرتفع إلى أعلى الرأس تضلّ عِقاصه في المثنّى والمرسل, وعلى الثاني أنّ شَعر مقدم رأسها مرتفع تغيب عِقاصه في مثنّاه ومرسله, وعلى الثالث أنّ شعرَ وسط رأسه المنسدلَّ مرتفع إلى الأعلى تضلّ عقاصه في مثنّاه ومرسله.
[5] قوله: [إلى الفرع] وهو الشَعر مطلقاً. قوله في البيت السابق وهو قوله: وَفَرْعٍ يُزَيِّنُ الْمَتْنَ أَسْوَدَ فَاحِمٍ * أَثْيَثَ كَقَنْوِ النَخْلَةِ الْمُتَعَثْكِلِ, الفرع الشَعر, والمتن الظهر, والأثيث الطويل الكثير الأصول, والقنو كباسة النخل وهي فيها بمنزلة العنقود في الكرم, والمتعثكل صفة للقنو بمعنى كثير العِثكال والعِثكال الشمراخ يقال: تَعَثْكَلَ القَنْوُ إذا كثُر شَماريخُه.