والزاي المعجمة التي هي من المجهورة, ولو قال[1] مستشرف لزال ذلك الثِقل, وهو سهو[2] لأنّ الراء المهملة أيضاً من المجهورة فيجب أن يكون مستشرف أيضاً متنافراً, بل منشأ الثِقل[3] هو اجتماع هذه الحروف المخصوصة, قال ابن الأثير[4]: ليس التنافُر بسبب بُعد المخارج وأنّ الانتقال[5] من أحدهما إلى الآخر كالطفرة, ولا بسبب قُربها وأنّ الانتقال من أحدهما إلى الآخر كالمشي في القيد لما نجد[6] غير متنافر من القريب
[1] قوله: [ولو قال إلخ] داخل في المزعوم أي: وزعم هذا البعض أنه لو قال الشاعر إلخ.
[2] قوله: [وهو سهو] ردّ على الزعم المذكور, حاصله أنه لو كان منشأ الثقل في مستشزرات ما ذكره لكان مستشرف أيضاً ثقيلاً لأنّ الراء المهملة أيضاً من المجهورة كما أنّ الزاي منها مع أنه ليس ثقيلاً باعترافه فعلم أنّ منشأ الثقل المُخِلّ بالفصاحة فيه ليس ما ذكره من تضادّ صفات الحروف.
[3] قوله: [بل منشأ الثقل إلخ] إضراب عن الزعم الفاسد المذكور وبيان الحقّ في منشأ الثقل, وحاصله أنه ليس منشأ الثقل اجتماع الحروف المتضادّة الصفات ولا اجتماع الحروف القريبة المخارج ولا البعيدة المخارج خاصّة بل الأولى هو أن يُحال أمر الثقل إلى الذوق السليم فكلّ ما عدّه ثقيلاً متعسِّر النطق فهو متنافر سواء كان من قرب المخارج أو بعدها أو من تضادّ الصفات ولا يُعيَّن شيء منها.
[4] قوله: [قال ابن الأثير إلخ] تأييدٌ لما ذكره الشارح وجزم به وردٌّ على الأقولة الأخر.
[5] قوله: [وأنّ الانتقال إلخ] عطف على قوله بُعد المخارج وفيه إشارة إلى الباعث على قول مَن قال بسببيّة بُعد المخارج في التنافر, وكذا قوله الآتي: وأنّ الانتقال إلخ عطف على قوله قُربها وفيه إشارة إلى الباعث على قول مَن قال بسببيّة قرب المخارج في التنافر.
[6] قوله: [لما نجد إلخ] دليل على الجزء الثاني من الدعوى وهو أنه ليس التنافر بسبب قرب المخارج, وحاصل دليله أنه لو كان منشأً للثقل المُخِلّ لكان مثل الجيش متنافراً لكونه من القريب المخرج وإذ ليس فليس. قوله وفي التنزيل إلخ تمثيل بما لا مجال فيه للتنافر مع أنه من القريب المخرج.