و اقْمَطَرَّ , وهي في النظم أحسن منها في النثر, ومنه غريب القرآن والحديث, والغريب القبيح يعاب استعماله مطلقاً ويسمّى الوحشيّ الغليظ وهو أن يكون مع كونه غريبَ الاستعمال ثقيلاً على السمع[1] كريهاً على الذوق ويسمّى المُتوَعِّر أيضاً وذلك مثل جَحِيْش للفريد و اطْلَخَمَّ الأَمرُ و جَفَخَتْ وأمثال ذلك, وقولنا: غيرَ ظاهرةِ[2] الدلالة على المعنى ولا مأنوسةِ الاستعمال تفسير للوحشيّة, فمنع كونه مخلاً بالفصاحة المتداولة[3] فيما بينهم ظاهر الفساد, وإن أردتَ[4] بالفصاحة معنى آخر وزعمت أنّ شيئاً من التنافر والغرابة والمخالفة لا يُخِلّ بها فلا مُشاحَة (والمخالفة) أن تكون الكلمة[5] على خلاف القانون
[1] قوله: [ثقيلاً على السمع إلخ] أي: من غير أن يكون فيه تنافر يوجب ثقلَه على اللسان. قوله ويسمّى المُتوَعِّر أيضاً أي: ويسمّى هذا الغريبُ القبيحُ المُتوَعِّرَ أيضاً كما يسمّى الوحشيَّ الغليظَ. قوله للفريد يقال رجل جحيش المنزل إذا نزل ناحية عن الناس ولم يختلط بهم. قوله اطْلَخَمَّ الأَمرُ أي: عظم, ويقال اطلخمّ الليل أي: أظلم. قوله جَفَخَت أي: فخرت وتكبّرت.
[2] قوله: [وقولنا: غيرَ ظاهرةِ الدلالة إلخ] عطف على قوله هذا أيضاً اصطلاح أي: وقولنا هذا في تفسير الغرابة المفسَّرة بكون الكلمة وحشيّة تفسير للوحشيّة أي: والوحشيّة بهذا التفسير مساوية للغرابة القبيحة المُخِلّة بالفصاحة ليست بمبائنة لها ولا بأخصّ منها فلا يرد ما أورد ولا يلزم ما ألزم.
[3] قوله: [فمنع كونه مخلاًّ بالفصاحة المتداولة إلخ] ضمير كونه للوحشيّة وتذكيره لكونها عبارة عن غير ظاهر أي: فمنع المعترض على كون هذه الوحشيّة المساوية للغرابة القبيحة مُخِلّةً بالفصاحة المعروفة ظاهر فساده لأنّ الفصاحة عندهم عبارة عن كون اللفظ جارياً على ألسنة العرب الموثوق بعربيّتهم.
[4] قوله: [وإن أردتَ إلخ] أي: وإن أردتَ أيها المعترض إلخ, وهذا في مقابلة قول المعترض وإن أريد بالوحشيّة غير ما ذكرنا فلا نسلِّم إلخ تأديةً إليه الكيلَ صاعاً بصاع, وبالأرديّة: اینٹ کا جواب پتھر سے.
[5] قوله: [أن تكون الكلمة إلخ] بيان لمفهوم المخالفة وقد تركه المصـ اختصاراً اكتفاءً بالمثال. قوله أعني أي: بلغة العرب. قوله أو ما هو في حكمها أي: حكم المفردات الموضوعة كالمنسوب فإنّه ليس بمفرد حقيقة لكنه في حكم المفرد في كونِ ياء النسبة كالجزء منه وكونِه بمنزلة المشتقّ.