عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

كتبهم كون الكلمة غير مشهورة الاستعمال وهي في مقابلة المعتادة[1] وهي بحسَب قوم دون قوم, والوحشيّة هي المشتملة على تركيب يتنفّر الطبع عنه وهي في مقابلة العذبة, فالغريب يجوز أن يكون عذبة فلا يحسن[2] تفسيره بالوحشيّة, بل الوحشية قيد زائد[3] لفصاحة المفرد, وإن أريد بالوحشيّة غير ما ذكرنا[4] فلا نسلّم أنّ الغرابة بذلك المعنى


 



[1] قوله: [وهي في مقابلة المعتادة] أي: والكلمة الغير المشهورة في الاستعمال في مقابلة الكلمة المعتادة المشهورة. قوله وهي أي: والشهرة. قوله والوحشيّة أي: الكلمة الوحشيّة. قوله يتنفّر إلخ أي: يتنفّر عنه الذوق السليم من غير أن يكون فيه ثقل على اللسان, وبهذا تمتاز الكلمة الوحشيّة عن المتنافرة. قوله وهي إلخ أي: والكلمة الوحشيّة في مقابلة الكلمة العذبة فلا تكون عذبة.

[2] قوله: [فلا يحسن إلخ] تفريعٌ على ما قبل وتصريحٌ بالاعتراض أي: إذا علم أنّ الوحشيّة أخصّ من الغريب فلا يحسن تفسير الغريب بالوحشيّة, وكذا لا يحسن تعريف الغرابة بكون الكلمة وحشيّة.

[3] قوله: [بل الوحشيّة قيد زائد إلخ] إضراب عن عدم حسن تفسير الغرابة في الشرح إلى فساد تعريف فصاحة المفرد في المتن بأنّ قيد الوحشيّة أمر زائد أي: خارج عن الغرابة ليس عينها ولا داخلاً فيها ومعتبر في فصاحة المفرد سلباً فلا بدّ من ذكر الخلوص عنها في تعريف الفصاحة وإن كان سلب الغرابة مستلزماً لسلبها لعمومها لأنّ دلالة الالتزام مهجورة في التعريفات ولذا ذكر التنافر ومخالفة القياس مع استلزام الخلوص عن الغرابة الخلوصَ عنهما. قوله لفصاحة المفرد متعلِّق بـقيد.

[4] قوله: [غير ما ذكرنا] الذي ذُكِر هو أنّ الوحشيّة هي الكلمة المشتملة على تركيب يتنفّر عنه الطبع, وغير هذا ما أشار إليه الشارح مثلاً وهو أنّ الوحشيّة هي الكلمة غير ظاهرة الدلالة على المعنى ولا مأنوسة الاستعمال. قوله فلا نسلِّم أنّ الغرابة بذلك المعنى تُخِلّ بالفصاحة أي: فلا يصحّ تفسير الغرابة المُخِلّة في الفصاحة بالوحشيّة بذلك المعنى لأنه تفسير المُخِلّ بغير المُخِلّ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400