عنوان الكتاب: أنوار المنّان في توحيد القرآن

الاشتراك؛ فإنّ الكلّ فرع التعدّد هذا.

وقال –أعني العضد رحمه الله تعالى- في متن "عقائده"[1]: القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق وهو المكتوب في المصاحف المقروء بالألسن المحفوظ في الصدور والمكتوب غير الكتابة والمقروء غير القراءة والمحفوظ غير الحفظ، اﻫ. أي: فالكتابة والقراءة والحفظ حوادث قطعاً؛ لأنّها أفعالنا وأفعال العباد كلّها حادثة مخلوقة لله تعالى، لا كما ينسب إلى جهلة الحنابلة ممّا يعاند البداهة والدين معاً، وكذا سمْعُنا إيّاه حادث ضرورة والمكتوب المقروء المحفوظ المسموع هو القرآن القديم القائم بذاته تعالى.

وبمثله صرّح الإمام الأجلّ مفتي الجن والإنس نجم الدين عمر النسفي[2] قدِّس سرّه في متن "عقائده" فقال[3]: والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق وهو مكتوب في مصاحفنا محفوظ في قلوبنا مقروّ بألسنتنا مسموع


 



[1]       "العقائد العضدية" مع شرح الدواني, صــ١١٢، ١١٤: للقاضي عضد الدين, عبد الرحمن بن أحمد الإيجي, (ت٧٥٦ﻫ.          ("كشف الظنون", ٢/١١٤٤.

[2] هو عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن علي بن لقمان النسفي، السمرقندي، مفتي الثقلين, نجم الدين، أبو حفص, (ت537ﻫ، من تصانيفه: "مجمع العلوم"، شرح "صحيح البخاري" سَمّاه "النجاح في شرح كتاب أخبار الصحاح"، "طلبة الطلبة" في الفقه، "بيان مذهب المتصوّفة" و"العقائد" يعرف بــ"عقائد النسفي.                ("معجم المؤلّفين"، ٢/571، "الأعلام"، ٥/٦٠.

[3]       "العقائد النسفية"، القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، صــ١٦٤، ١٦٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

84