والعلامة التفتازاني في "شرحه" حوّله إلى ما ارتكز في ذهنه بتأويلات بعيدة ونقل كلام المحقّق العضد فاستجوده ثمّ حاد عنه معترفاً بأنّه لا يبلغه عقله إذ يقول[1]: ذهب بعض المحقّقين إلى أنّ المعنى في قول مشايخنا: "كلام الله تعالى معنى قديم" ليس في مقابلة اللفظ بل ما لا يقوم بذاته كسائر الصفات ومرادهم أنّ القرآن اسم اللفظ والمعنى وهو قديم لا كما زعمت الحنابلة من قدم النظم المؤلَّف المرتَّب الأجزاء؛ فإنّه بديهيّ الاستحالة بل اللفظ قائم بالنفس كالقائم بنفس الحافظ من غير تقدّم البعض على البعض والترتّب إنّما يحصل في القراءة لعدم مساعدة الآلة، هذا حاصل كلامه وهو جيّد لمن يتعقل لفظاً قائماً بالنفس غير مؤلّف من الحروف المنطوقة أو المخيَّلة المشروط وجود بعضها بعدم البعض ونحن لا نتعقّل من قيام الكلام بنفس الحافظ إلاّ كون صور الحروف مخزونة مرتسمة في خياله بحيث إذا التفت إليها كان كلاماً مؤلَّفاً من ألفاظ متخيّلة وإذا تلفّظ كانت كلاماً مسموعاً اﻫ، ببعض تلخيص.
أقول: هذا إنّما نشأ عن قوله بقِدم الحروف وقيامها مرتبة معاً لا على سبيل التعاقب المقتضي للتقضّي بالذات العلية وهو أحد قولين ولا استحالة