قال ابن البيطار[1] في الزئبق[2]: ابن سينا منه منقى من معدنه، ومنه ما هو مستخرج من حجارة معدنه بالنار كاستخراج الذّهب والفضّة، وحجارة معدنه كالزنجفر[3]، ويظنّ ديسقوريدوس[4] وجالينوس[5] أنّه مصنوع كالمرتك[6]؛ لأنّه مستخرج بالنار، فيجب أن يكون الذّهب أيضاً مصنوعاً. [وعلى هذا التقدير فلا شكّ فيه أنّ غلبة التراب مقدور، وقيد ظهور الأثر بـأن يستبين أثر
[1] هو عبد الله بن أحمد بن البيطار المالقي (ضياء الدين، أبو محمد) عالم بالنبات والطبّ ولد في مالقة بـالأندلس في نهاية لقرن السادس الهجري، (ت٦٤٦ﻫ) من تصانيفه الكثيرة: جامع مفردات الأدوية والأغذية الأفعال الغريبة والخواص العجيبة المغني في الأدوية المفردة، وشرح أدوية كتاب ديسقوريدس ومقالة في الليمون.
(معجم المؤلفين، ٢/٢٢٢).
[2] الزئبق: كدرهم وزبرج، معرّب، ومنه ما يستقى من معدنه، ومنه ما يستخرج من حجارة معدنية بالنار، ودخانه يهرّب الحيات والعقارب من البيت، وما أقام منها قتله. (القاموس المحيط، ٢/١١٨١).
[3] الزنجفر: بالضم: صبغ.
[4] ديسقوريدوس: أي: ديوسقوريدس: طبيب يوناني، له مؤلفات طبية ونباتية أخذ عنها أطباء العرب. (المنجد في الأعلام، صـ٢٥٥).
[5] جالينوس: أي: جالينس، طبيب يوناني، اشتهر باكتشافاته في التشريح. أخذ عنه الأطبّاء العرب. (المنجد في الأعلام، صـ١٩٥).
[6] المرْتَك: فارسي معرّب، معناه في اللغة الأردوية: مردار سنگ أومرده سنگ.
(لسان العرب، ٢/٣٦٨٨، حسن اللغات فارسي، صـ٨٠٤).