والرحل أيضاً رحل البعير) اﻫ، وفي النهاية[1]: (حديث ((حوّلت رحلي البارحة)) حيث ركبها من جهة ظهرها كني عنه بتحويل رحله، إمّا أن يريد به المنزل، وإمّا أن يريد الرحل الذي تركب عليه الإبل وهو الكُور) اﻫ.
وفي مجمع البحار[2]: (إمّا نقلاً من الرحل بمعنى المنزل، أو من الرحل بمعنى الكور، وهو للبعير كالسَّرْج للفرس) اﻫ، ومثله في الدرّ النثير للإمام جلال السيوطي، واقتصر الإمام الراغب[3] في مفرداته[4] على التفسير الأوّل، فقال: (الرحل ما يوضع على البعير للركوب ثم يعبّر به تارةً عن البعير، وتارةً عمّا يجلس عليه في المنزل) اﻫ؛ لأنّه ليس في الكتاب العزيز إلاّ بهذا المعنى، فأفاد أيضاً أنّه موضوع له مستقلاًّ فكذا الثاني، وعلى هذا كلام عامّة أئمّة اللّغة.
وثانياً: لو سلّم، ليس هذا محلّ التعميم واستغراق الأفراد بل الوجه الاستناد إلى الإطلاق، فافهم[5].
[1] النهاية في غريب الحديث والأثر، ٢/١٩١-١٩٢، ملتقطاً.
[2] مجمع البحار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار.
[3] هو أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الأصفهاني. أديب، لغوي، حكيم، مفسّر، (ت٥٠٢ﻫ). من تصانيفه الكثيرة: تحقيق البيان في تأويل القرآن، الذريعة إلى مكارم الشريعة، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، مفردات ألفاظ القرآن، جامع التفاسير، كتاب المحاضرات. (الأعلام، ٢/٢٥٥، ومعجم المؤلفين، ١/٦٤٢).
[4] المفردات، باب الراء مع الحاء، تحت الرحل، صـ٣٤٧.
[5] الفتاوى الرضوية، كتاب الطهارة، باب التيمّم، ٣/٥٢٣-٥٢٤.