المشايخ على القول الأوّل من قوله[1]: (فإن كان الماء كثيراً... إلخ) أفاد قيداً في التنجيس على القول الثاني حين لقي نصفه أو أكثره النجاسة، وهو أن لا يكون كثيراً جدّاً بحيث لا يرى ما تحته من النجس لكثرته لا لكدرته؛ فإنّه على هذا لم يلاق أكثره النجاسة، فافهم. ١٢
[٣٠٦] قوله: وإلاّ فلا[2]: أي: ولو بنحو بولٍ، فلا يتقيّد هاهنا بكون النجاسة مرئيةً فيما يظهر بخلاف النجاسة في ممر الماء؛ فإنّها مقيدة بذلك، كما سمعت؛ لما علمت من أنّ غير المرئية في الممر إذا لم يظهر لها أثرٌ في الماء عُلم أنّ الماء ذهب بعينها، أمّا هاهنا فالمفروض نجاسة جميع بطن النهر، فالماء أينما ذهب لا يلاقي إلاّ نجساً، فافهم والله تعالى أعلم. ١٢
[٣٠٧] قوله: [3] لسدِّ خلل تلك المجاري المسمّاة بالقساطل[4]:
[قال الإمام أحمد رضا -رحمه الله- في الفتاوى الرضوية:]
لا يجري الماء إلاّ به، أي: بالزبل لکونه يسدّ خروق القساطل فلا ينفذ الماء منها، ويبقی جارياً فوقه اﻫ. شرح هدية ابن العماد[5]، قلت: وهي لغة
[1] ردّ المحتار، كتاب الطهارة، باب المياه، ١/٦٢٩، تحت قول الدرّ: وقيل... إلخ.
[2] ردّ المحتار، كتاب الطهارة، باب المياه، ١/٦٢٩، تحت قول الدرّ: وقيل... إلخ.
[3] في ردّ المحتار: قد اعتيد في بلادنا إلقاءُ زِبل الدوابّ في مجاري الماء إلى البيوت لسدّ خلل تلك المجاري المسمّاة بالقساطل، فيرسب فيها الزّبل، ويجري الماء فوقها، فهو مثل مسألة الجيفة، وفي ذلك حرج عظيم إذا قلنا بالنجاسة.
[4] ردّ المحتار، كتاب الطهارة، باب المياه، ١/٦٢٩، تحت قول الدرّ: وقيل... إلخ.
[5] المسمّى: نهاية المراد شرح هدية ابن العماد، ١/٢٧٦: لعبد الغني النابلسي.
(هدية العارفين، ١/٥٩٤، ردّ المحتار, المقدمة, ١/١٥٧, و١/٣٧٩).