وفي الحديثِ الشريف: «أنّ النبيَّ الكرِيْمَ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِن رَمَضانَ، فسَافَرَ عامًا، فلَمَّا كان مِنَ العامِ الْمُقْبِلِ، اِعْتَكَفَ عِشْرِيْنَ يَوْمًا»[1].
كان الاعتكافُ مَوْجُوْدًا عند الأُمَمِ السابِقةِ قال اللهُ تبارَك وتعالى في سورةِ البقرة: ﴿وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ﴾ [البقرة: ٢/١٢٥].
أخي الحبيب:
إنَّه أمْرٌ من الله سبحانه وتعالى بِتَطْهيْرِ ذلك البَيْتِ وتَنْظيْفِه مِن كُلِّ النَّجَاسَاتِ يقولُ الشيخ المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: «يُؤْخَذُ من الآيةِ الكرِيْمَةِ وُجُوْبُ تَنْظيفِ الْمَساجِدِ، وتَنْزِيْهِها عن اللَّغْوِ والقاذوراتِ ويَنْبَغِي أنْ تكُوْنَ في أَحْسَنِ حالٍ وهذا سُنَّةُ الأنبياءِ، والْمُرْسَلينَ، ويُعْلَمُ مِن الآيَةِ أنَّ الاعتِكافَ عبادةٌ عظِيْمَةٌ، وأنّ صلاةَ الأُمَمِ السابقةِ كانتْ فيها رُكُوْعٌ وسُجُوْدٌ وأَن يُسْتَحْسَنَ أنْ يكُوْنَ قَيِّمٌ صالِحٌ للمَسْجِدِ»[2]. وبَعْدَها يقول الشيخ: «الطَّوَافُ، والصلاةُ، والاعتكافُ، عِباداتٌ قدِيْمَةٌ، كانت مَوْجُوْدَةً في زَمَنِ إبراهيمَ عليه السلام»[3].