أيّها الْمُحِبُّ للرسولِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، اِحْرِصْ كلَّ سَنَةٍ على أداءِ سُنَّةِ الاعتِكافِ، أوْ ضَعْ هدَفَكَ نُصْبَ عَيْنَيكَ أنَّكَ سَوْفَ تَعْتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ على الأقَلِّ مَرَّةً في الحياة فإنّ الْمُعْتَكِفَ يَسْعَدُ بِالْمُكُوْثِ في المسجدِ، ولأنَّه يَبْتَعِدُ عن كُلِّ أمْرٍ من أُمُوْرِ الدُّنْيَا، ولا يَشْغَلُ نَفْسَه فى العَشْرِ الأواخِرِ، إلاّ بالعِبادَةِ، طَمَعًا في رِضَا الله عزّ وجلّ.
في "الفتاوى الهِنْدِيَّة": «أمَّا مَحَاسِنُ الاعتِكافِ فظاهِرَةٌ، فإنّ فيه تَسْلِيْمَ الْمُعْتَكِفِ كُلِّيَّتَه إلى عبادةِ الله تعالى في طَلَبِ الزُّلْفَى، وتَبْعِيْدِ النَّفْسِ عَنْ مَشَاغِلِ الدُّنْيا التي هِيَ مانِعَةٌ عَمَّا يَسْتَوْجِبُ العَبْدُ من القُرْبَى وَاسْتِغْراقِ الْمُعْتَكِفِ أَوْقاتَه في الصلاةِ، إمَّا حقِيقةً أوْ حُكْمًا؛ لأنَّ الْمَقْصِدَ الأَصْلِيَّ من شَرْعِيَّتِه اِنْتِظارُ الصلاةِ بالْجَماعاتِ وتَشْبِيْهُ الْمُعْتَكِفِ نَفْسَه بِمَنْ لا يَعْصُوْنَ اللهَ ما أَمَرَهُم، ويَفْعَلُوْنَ ما يُؤْمَرُونَ، وبِالَّذِيْنَ يُسَبِّحُوْنَ اللَّيْلَ، والنَّهَارَ، وهم لا يَسْأَمُوْنَ»[1].
إنَّ المسلمَ الذي يَعْتَكِفُ يَوْمًا واحدًا في غَيْرِ رَمَضانَ مُخْلِصًا لله سوف يَنَالُ به في الآخِرَةِ أَجْراً عظيمًا لِمَا رُوِيَ: أنَّ سيدَ الكائنات، سَيِّدَ الأبرار، رسُولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يقول: «مَنْ