كمَا يَهْتَمُّ الْمُسْلِمُ بالاعْتِكَافِ الْجَمَاعِيِّ معَ أَبْنَاءِ مَركَزِ الدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيَّةِ كذلك يَنْبَغِي أَن يَقُوْمَ بإِحْيَاءِ لَيْلَةِ الْعِيْدِ، ويَخْرُجَ لِلسَّفَرِ في سبيلِ الله، يَوْمَ الْعِيْدِ مَعَ قافِلَةِ الْمَدِيْنَةِ، وإِنْ قَضَى يَوْمَ الْعِيدِ في الذُّنُوْبِ والْمَعَاصِي رُبَّمَا ضَاعَ أَجْرُ الاعْتِكَافِ وأنَا أَذْكُرُ لَكُمْ قِصَّةَ شَابٍّ مُسْتَهْتِرٍ يَعِيْشُ طُوْلَ حَيَاتِه في الْحَرَامِ لا يُصَلِّي أَبَدًا، يَقُوْلُ هذَا الشَّابُّ:
قد اِتَّصَلَ بي أَحَدُ الإخْوَةِ في سنة ١٤٢٣هـ، ونَصَحَنِي باِعْتِكَافٍ معَ الإخْوَةِ الدُّعَاةِ، فوَافَقْتُ عليه، وبَعْدَ أَنْ اِعْتَكَفْتُ فِعْلاً معَ الإخْوَةِ، إذَا بي قَدْ اِسْتَفَدْتُ مِنْهم كَثِيْرًا، وتُبْتُ إلى الله مِن الذُّنُوْبِ، والْمَعَاصِي وعَزَمْتُ على الالْتِزَامِ بالصَّلاَةِ وأَعْفَيْتُ لِحْيَتي، بَلْ وخَرَجْتُ في الْيَوْمِ الثَّاني لِلْعِيْدِ لِلسَّفَرِ في سبيلِ الله مَعَ قَافِلَةِ الْمَدِيْنَةِ وقَدْ أَثَّرَ ذلك على حَيَاتِي بشَكْلٍ إيْجَابِيٍّ وبَعْدَها أَصْبَحْتُ مُشْرِفًا على جَوَائِزِ الْمَدِيْنَةِ التي تُعِيْنُ الإنْسَانَ على مُحَاسَبَةِ نَفْسه.
يَقُوْمُ كَثِيْرٌ مِن الإخْوَةِ باِعْتِكَافٍ جَمَاعِيٍّ، في الْبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ لِمركز الدَّعْوَةِ الإسْلاَمِيَّةِ، ولِذَا يَجِبُ التَّنَبُّهُ هُنَا إلى أنّه لا يَجُوْزُ لأَحَدٍ: أَنْ يَسْتَخْدِمَ أَشْيَاءَ غَيْرِه بدُوْنِ إذْنِ أَصْحابِها، وكذلك إذا أَخَذَ شَيْءَ غَيْرِه على وَجْهِ الْخَطَإِ فلَمْ يَجُزْ أَنْ يَسْتَعْمِلَ ذلك. فيَنْبَغِي أَنْ يَضَعَ عَلاَمَةً فارِقَةً على كُلِّ الأَشْيَاءِ لِكَيْ يَسْهُلَ الْوُصُولُ إلَيْها عِنْدَ الاشْتِبَاهِ ولكِنْ لا