آدَمِيٍّ كان فيه أَذَى الملائكةِ[1]، وفي الحديثِ الشريفِ: «فإنّ الملائكةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يتَأَذَّى به الإنسانُ»[2]. ويقول أَيْضًا: «مَنْ بِه رائحةٌ كريهةٌ، تَفُوْحُ مِنْ فَمِه، أوْ مِنْ إِبْطَيْه، أوْ من جِسمِه، وهي تُؤْذِي الْمُصَلِّيْنَ، فلا يَجُوْزُ أنْ يَأْتِيَ إلى المسجدِ، إلاّ بَعْدَ أَنْ تَزُوْلَ منه هذه الرائحةُ الكريهةُ»[3].
ومَنْ أَكَلَ ثُوْمًا، أو بَصَلاً، أو كُرَّاثًا، أوْ غَيْرَها مِمَّا له رائِحَةٌ كرِيْهَةٌ فإنّه لا يجوزُ أنْ يَدْخُلَ المسجدَ حتّى تَذْهَبَ هذه الرائحةُ، فإنّ الملائكةَ تَتَأَذَّى من الرائحة، وفي الحديثِ الشريفِ: قال الحبيبُ الْمُصطفَى الطاهِرُ الْمُنَزَّهُ عن العُيُوْبِ، صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ أَكَلَهُمَا يعني: البَصَلَ والثُّوْمَ، فلا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا»، وقال: «إنْ كُنْتُمْ لا بُدَّ آكِلِيْهِمَا، فأَمِيْتُوْهُمَا طَبْخًا»[4].
يقول الشيخ المفتي محمد أمجد علي الأعظمي رحمه الله تعالى: «مَنْ أكَلَ الثُّوْمَ والبَصَلَ والكُرّاثَ فلا يجوز له دُخُوْلُ المساجد حتّى تَذْهَبَ رائِحَةُ فَمِه، ويَلْحَقُ بِمَا نَصَّ عليه في الحديثِ كُلُّ ما لَهُ
[1] ذكره الإمام أحمد رضا خان في "الفتاوى الرضوية"، باب تيجان الصواب في قيام الإمام في المحراب، ٧/٣٨٤.
[2] أخرجه مسلم في "صحيحه"،كتاب المساجد، باب نهي من أكل ثوما، أو بصلا، أو كراثا، أو نحوها مما له، صـ٢٨٢، (٥٦٤).
[3] ذكره الإمام إحمد رضا خان في "الفتاوى الرضوية"، ٨/٧٢.
[4] أخرجه أبو داود في "سننه"، كتاب الأطعمة، باب في أکل الثوم، ٣/٥٠٦، (٣٨٢٧).