عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

اعتبار راجع إليها, وتخصيص اللفظ بالعرَبيّ مجرّد اصطلاح[1] لأنّ هذه الصِناعة إنّما وُضِعت لمعرِفة أحوال اللفظ العرَبيّ لا غير, وإنما عَدَل[2] عن تعريف صاحب "المفتاح" علمَ المعاني بأنه تتبّع[3] خواصّ تراكيب الكلام في الإفادة وما يتّصل بها[4] من الاستحسان وغيره ليُحترَز[5] بالوقوف عليها عن الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكرَه,


 



[1] قوله: [مجرّد اصطلاح] أي: ليس للاحتراز عن اللفظ العجميّ إذ يعرف به أحواله أيضاً مثل أن يقال لمنكر قيام زيد بالفارسيّة: زیدہرآئینہ اِستادہ است وبالأرديّة: زیدضرورکھڑا ہے بل لمجرّد اصطلاحهم على تدوين هذا العلم لمعرفة أحوال اللفظ العرَبيّ لأنّ المقصود الأصلي معرفة إعجاز القرآن وهو بالعرَبيّ.

[2] قوله: [وإنّما عَدَل إلخ] جواب سؤال ظاهر, وحاصل الجواب أنّ تعريف صاحب "المفتاح" علمَ المعاني مختلّ بوجهين عند المصـ فعدل عنه وعرّفه بغير ما عرّفه به السكّاكيّ.

[3] قوله: [بأنه تتبّع إلخ] متعلِّق بـتعريف, والمراد بالتتبّع المعرفة, والمراد بالخواصّ الأغراض التي يصاغ لها الكلام. قوله في الإفادة ظرفٌ للتتبّع أي: تتبّعُ الخواصّ من حيث إفادتها بالتركيب بأن يعلم أنّ هذا التركيب لاشتماله على الكيفيّة المخصوصة مفيد لتلك الخاصّة مثلاً, أو متعلِّقٌ بـخواصّ حال عنها أو صفة لها أي: من حيث إنّ الخواصّ مُفادة بالتراكيب.

[4] قوله: [وما يتّصل بها] اعلم أنّ منهم من جعل البديع علماً على حدة كمصنِّفنا, ومنهم من جعله من ملحقات علم البيان نظراً إلى المُحسِّنات اللفظيّة, ومنهم من جعله من ملحقات علم المعاني كالسكّاكي فهو جزء جعليّ منه عنده لا حقيقيّ إذ لا دخل له في البلاغة, فحاول السكّاكي إدراجَ البديع فيه مُنبِّهاً على كونه غيرَ داخل فيه حقيقةً فقال: وما يتّصل بها أي: وتتبّع ما يعرض للتراكيب تبعاً لما هو المقصود الأصليّ منها أعني الحسن الذاتيّ الحاصل بالبلاغة, أو تتبّع ما يتّصل بالخواصّ أي: ما يُعدّ من مُتِمّاتها. قوله من الاستحسان بيان لـما. قوله وغيره كالاستهجان الواقع في كلام البلغاء هفوة منهم أو قصداً إلى أغراض لهم تتعلّق بذلك كالأضاحيك والهزليّات والتعريض بالغير والمحكيّات فإنّ صاحب المعاني يعرفها ليحترز عن مثلها كمعرفة السموم في الطبّ أو ليأتي بمثلها في موضعها.

[5] قوله: [ليُحترَز إلخ] متعلِّق بالتتبّع, أي: ليحصل بذلك التتبّع الاحتراز عن الخطأ في تطبيق إلخ, وإنّما زاد لفظ الوقوف للإشارة إلى أنّ مجرَّد معرفة الخواصّ غير كافية في الاحتراز بل لا بدّ من حضورها.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400