الحكمَ ولازمها هي استفادته منه أنّ المُخبِر عالم بالحكم وهو خلاف ما صرّح به صاحب "المفتاح" في بحث تعريف المسند إليه[1] لكنه يُوافِق ما أورده[2] المصنّف في تفسير هذا الكلام حيث قال: أي: يمتنع أن لا يحصل العلم الثاني وهو علم المخاطَب[3] بأنّ المُخبِر عالم بهذا الحكم من الخبر نفسه عند حصول العلم الأوّل وهو علمه بذلك الحكم من الخبر نفسه إذ لو لم يحصل[4] فعدَم حصوله عنده إمّا لأنه قد حصل قبل[5] أو لم يحصل
[1] قوله: [في بحث تعريف المسند إليه] حيث قال: فائدة الخبر هي الحكمُ ولازمُه, ولازمُ الحكم وهو كون المُخبِر عالماً به حكمٌ أيضاً إلخ فإنه صريح في أنّ السكّاكي اعتبر اللزوم بين نفسِ الحكم وبين كونِ المُخبِر عالماً به لا بين استفادتَيهما.
[2] قوله: [لكنه يُوافِق ما أورده إلخ] أي: لكنّ ما ذكره العلاّمة يُوافِق ما أورده المصـ في تفسير هذا الكلام في "الإيضاح", ووجه مُوافَقته له أنّ قول المصـ يمتنع أن لا يحصل العلم الثاني من نفس الخبر عند حصول العلم الأوّل من نفس الخبر صريح في امتناع الانفكاك بين العلمَين في الحصول كما ذكره العلاّمة.
[3] قوله: [وهو علم المخاطَب إلخ] تفسير للعلم الثاني. قوله من الخبر نفسه متعلِّق بقوله أن لا يحصل وكذا قوله عند حصول إلخ. قوله وهو علمه بذلك الحكم تفسير للعلم الأوّل. قوله من الخبر نفسه متعلِّق بـحصول العلم الأوّل.
[4] قوله: [إذ لو لم يحصل إلخ] دليل لامتناع عدَم حصول العلم الثاني عند حصول العلم الأوّل أي: إذ لو لم يحصل العلم الثاني عند حصول العلم الأوّل من الخبر إلخ. قوله فعدَم حصوله عنده إلخ أي: فعدَم حصول العلم الثاني عند حصول العلم الأوّل إلخ.
[5] قوله: [إمّا لأنه قد حصل قبل] أي: إمّا لأجل أنّ العلم الثاني قد حصل قبل حصول العلم الأوّل فلا يحصل الثاني عند حصول الأوّل وإلاّ يلزم حصول الحاصل. قوله أو لم يحصل بعد أي: أو لم يحصل العلم الثاني بعد حصول العلم الأوّل مع عدم حصوله قبله. قوله والأوّل باطل أي: وحصول العلم الثاني قبل حصول العلم الأوّل باطل. قوله لأنّ العلم إلخ تعليل لبطلان الشقّ الأوّل يعني أنّ العلم الثاني لا بدّ فيه من أن يكون العلم الأوّل حاصلاً في ذهنه ضرورةً فلا يتصوّر قبليّة حصول الثاني.